"ليبانون ديبايت" - علي الحسيني
لم يعد "العهد" في لبنان بالنسبة إلى كثيرين من أهل السياسة، ينحصر فقط برئيس الجمهورية واسمه، بل الأمر تعدّى شخص الرئيس ميشال عون حتّى وصل الى رئيس "التيّار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي أصبح اسمه يتكرّر في كل الملفات خصوصاً تلك المتنازع عليها قضائيّاً وسياسياً وحتّى صحيّاً. وأكثر الملفات العالقة اليوم بفعل وجود اسم باسيل، ملف تشكيل الحكومة حيث يُتّهم رئيس "البرتقالي" بالإصرار على حكومة تكون مفصّلة على قياسه يُمكن أن تحمل له ضمانات لخلافة عمّه في قصر بعبدا بعد انتهاء الفترة المتبقيّة من حكمه.
في ظلِّ غياب المبادرات الداخلية والسعي لحلحلة عقدة تأليف الحكومة، ومع تراجع الدور الفرنسي في الفترة الأخيرة وتوقّف "المبادرة" أو تجميد حركتها بفعل احتدام النقاش السياسي بين المكوّنات الأساسية في البلد وتحوّله لاحقاً إلى صراع علني كشفت عنه التصاريح والردود سواء أمام عدسات الكاميرات أو عبر البيانات، يبقى التعويل الأبرز على حركة سياسيّة غير مقيّدة شبه "إنقلابية" في البلد، علّها تفلح بانتشال الملف الحكومي من بين أيدي المتسلّطين والمُهيمنين على عمليّة التأليف إلى حين اقتطاع نسبة تصل إلى حد "الثلث المعطل" من الحكومة.
من هذا المنطلق، تشهد البلاد منذ فترة غير بعيدة، حركة سياسيّة نشطة من وراء الكواليس هدفها إخراج البلد من كبوته وتُمهّد لانطلاقة اقتصادية تُعيده إلى المكانة التي كان عليها قبل فترة عام. وأخر المحاولات السياسية هذه، مجموعة لقاءات جرت في الفترة الأخيرة بعيداً عن الأضواء هدفها وضع أُسس وارتكازات أساسيّة لأي حركة يُمكن أن تنشأ لمواجهة الفراغ الحكومي وحول مستقبل لبنان وكيانه وليس فقط النظام القائم حالياً في ظل السياسة العبثيّة التي يتفرّد بها البعض.
مصادر سياسية بارزة تؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن "ثمّة فريق سياسي يتعاطى مع الاستحقاقات الحاصلة وكأنها جزءاًً من كيان يخصّه فقط وان لا قيمة ولا كلمة لأي جهة أخرى وكأن البلد أصبح مطوّباً كله بإسم هذه الجهة وحدها. من هنا فإن زبدة اللقاءات السياسية تتمحور حول مستقبل البلد وكفّ يد هذا الفريق الذي يستبيح البلد غير مُبال لكل الإنعكاسات التي تحصل".
وتضيف المصادر: "النقاش اليوم داخل هذه اللقاءات، هو كيف نتعاطى مع المرحلة الحالية بعد الأزمات التي أفرغتها طريقة التعاطي في السنوات الأخيرة أبرزها الإتفاقات أو التسويات التي أُبرمت بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري والتي أفضت في بعض جوانبها إلى هذا التسلّط الذي يُمارسه جبران باسيل. ومع هذا فإن الحياة لا تقف عند محطة معينة ولذلك لا بد من نقاش لمعالجة كل هذه القضايا إنطلاقاً من خلفية ومسؤولية لبنانية وليس حزبيّة".
وتشير المصادر إلى أنه "جرى أيضاً خلال اللقاءات، استعراض التجارب السابقة في البلد مروراً بالوضع العربي والإقليمي خصوصاً وأننا في لبنان نتلقّى ولا نُبادر وكل ما نستطيع فعله هو الرد فقط، وكل هذا يؤدي في أكثر من مكان إلى قضم البلد على مراحل. ولذلك طُرح خلال احد اللقاءات سؤال يتعلّق بمصير أي حركة سياسية من دون وجود الحريري كونه يُمثّل حجر زاوية في كل الأمور التي تُطرح بالإضافة إلى موقعه السياسي والشعبي والحزبي؟".
وإذ توضح المصادر أن "ما يُحكى عن جبهة لمواجهة الاستفراد فيه شيء من المبالغة خصوصاً وأننا نعلم أن أي جبهة يغيب عنها المكوّن الشيعي أو أي مكوّن اخر لا يُمكن أن تصل إلى أي نتيجة، إلّا انها تشير إلى أن الحديث عن دور لرئيس مجلس النواب نبيه بري، فيُمكن الاستفادة مما تبقّى لديه من حريّة حركة ودور وحضور وفعالية ومن جهة أخرى لا مصلحة للمكوّن أو الجبهة السياسيّة، بإحراج بري شيعيّاً".
وتكشف المصادر أن "هناك ورقة تم التوصل اليها خلال الاجتماعات الجارية ملخصها العمل ضمن الموجود حتى تقطيع المرحلة الحالية وتجري مجموعة نقاشات حولها على أن تتوسّع دائرة النقاش في الفترة المقبلة لوضع الأسس التي يُمكن السير بها. ولنحاول أقله القيام بأي خطوة علّنا ننجح في مكان ما أن نُخرج البلاد من مآزقها من خلال عملية استطلاع على قاعدة من مع ومن ضد".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News