المحلية

الأربعاء 24 شباط 2021 - 02:30

واشنطن حرَّضت وبكركي لبَّت

واشنطن حرَّضت وبكركي لبَّت

"ليبانون ديبايت" - ميشال نصر

في بلد مكشوف سياسياً واقتصادياً وأمنياً وصحياً، ومفتوح كل لحظة على شتى أنواع المخاطر، يصبح كلّ شيء مباحاً، من التطاول على المرجعيات الروحية، من بطريرك ماروني ومطران أرثوذوكسي، مروراً باتهام جياع طرابلس بالإرهاب، وصولاً إلى الإطاحة بقاضٍ أسقط حصاناتهم.

فمنطق الإستقواء و"التمنين" الممجوج الذي يستخدمه البعض أسلوباً ونهجاً، بمناسبة وغير مناسبة، لتخوين الغير والتحريض وهدر الدماء، بشكل مباشر أو مواربة، يطال من جديد بكركي، على خلفية دعوتها لمؤتمر دولي أممي، لحماية لبنان من المشاريع الغريبة عن الكيان اللبناني، والمستوردة من دولة من هنا ومشروع من هناك، ولحماية البلد من الإحتلال ورفع الوصاية المقنّعة عنه، لاستعادة سيادته وقراره الحرّ المخطوفين، تمهيداً لحصر السلاح بيد الشرعية وحدها.

الواضح أن محور "المقاومة" والممانعة استشعر دقّة وجدّية عقد مؤتمر دولي على مشروعه، فحوّله إلى "فزّاعة"وسعى لقلب الطاولة وخلط الأوراق بهدف تجييش الرأي العام، فكان الجواب الواضح بتحوّل بكركي إلى محجّة شعبية وسياسية رفضاً لاستهدافها ودعماً لمطالبها من خلال زيارات نيابية ومؤتمر يعقده "لقاء سيدة الجبل" و"الجبهة المدنية" منتصف الأسبوع الجاري، والذي يُختتم بتحرّك وطني بعد ظهر السبت المقبل تحت شعار "بكركي ما بتِمزَح".

وبحسب المتوافر من معلومات، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن، يعتزم أن تشمل أولى زياراته إلى الخارج دولة الفاتيكان، والتي هي على تواصل مباشر مع الإدارة الديمقراطية حول الملفات الإقليمية والدولية، ومن بينها الملف اللبناني، حيث تكشف مصادر واسعة الإطلاع، أن طرح عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجل لبنان، هو فكرة أميركية في الأساس، جرت مناقشتها مطوّلاً مع الفاتيكان الذي تبنّاها كحل للملف اللبناني، وآلية وحيدة لتحييده عن صراعات المنطقة.

وتتابع المصادر، أن المشاورات والنقاشات بدأت ما قبل وصول بايدن إلى البيت الأبيض، حيث لعب اللوبي الكاثوليكي في الولايات المتحدة دوراً أساسياً في تحديد ساكن البيت الأبيض، وعليه، تمّ التواصل مع البطريركية المارونية، التي رحّبت في حال توافر دعم دولي أميركي - غربي وموافقة الأمم المتحدة، وهو ما نجح الفاتيكان في إنجازه، فيما تُرك الجانب اللبناني من المبادرة على همّة البطريرك الراعي، خلافاً لكل التشويش الجاري في بيروت، ومحاولات تظهير وجود خلاف بين بكركي وروما، وقد تعزّز هذا الجو بعد المواقف التي أدلى بها السفير البابوي في جلساته مع بعض القيادات اللبنانية، ما دفع بالمعنيين في الحاضرة البابوية إلى توجيه "لفت نظر إليه".

وختمت المصادر بأن بابا الفاتيكان يضع الملف اللبناني في أولويات أجندة السياسة الخارجية للفاتيكان، مشيرة إلى أنه ينتظر توافر أجواء معيّنة لزيارة لبنان، إذ أنه ليس بوارد أن يمنح "شرعيته" للسلطة القائمة حالياً في لبنان، لأن مواقفه ستكون عالية السقف، ولن تصبّ في مصلحة الطبقة الحاكمة حالياً.

وعزت المصادر تلك العلاقة الجيدة بين واشنطن وروما، إلى الهوية الكاثوليكية للرئيس بايدن، الذي يتحدث دائماً عن أن والديه قد "غرسا فيه القِيَم الكاثوليكية"، وأنه تلقى تعليماً كاثوليكياً في بنسلفانيا وديلاوير، مشيراً إلى أن إيمانه الكاثوليكي ساعده على التعامل مع مآسيه الشخصية، ولذلك، هناك تقارب أقوى اليوم مما كان عليه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وللدلالة على عمق هذه العلاقة، يحتفظ بايدن، وهو ثاني رئيس كاثوليكي يصل إلى البيت الأبيض، بصورة له في المكتب البيضاوي مع البابا فرنسيس، كما أنه خلال الحملة الإنتخابية الرئاسية، ظهرت إعلانات تلفزيونية تشمل صوراً من اجتماعَين للرئيس بايدن مع البابا، ويوم التصويت في الإنتخابات الرئاسية، صلّى في أبرشية كاثوليكية بالقرب من منزله في ولاية ديلاوير. وختمت المصادر، بأن اللوبي الكاثوليكي في الولايات المتحدة الأميركية، لعب دوراً أساسياً في فوز الديمقراطيين.

"قبل ما يِتعشاهُن الدكتور بزري، تغداه مدير عام مجلس النواب، بعد وعد حسن غير الصادق" .... وهكذا قبل أن "تقدّم بكركي طبق المؤتمر الدولي، تغداها السيد حسن صاحب الوعد الصادق" .... في إعادة لعقارب الساعة إلى الوراء زمن القائل "عندي بارودة زنبرك لما بزيح، بتخشّ على بكركي وعا ألفين زيح"...
"بتخشّ بروما وبالفاتيكان، وما بتهدى إلا بصدر المسيح".... فهل من يفهم ويتّعظ على ما يقول الشاطر حسن؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة