ترجمة "ليبانون ديبايت"
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالاً تحليلياً بقلم زينا سالفِتي، تتساءل فيه عما إذا كانت الحكومة اللبنانية الجديدة قادرة على إصلاح الفوضى الحاصلة في البلاد.
وقالت سالفِتي في المقال: "هل أصبح للبنان أخيراً حكومة قادرة على إصلاح الفوضى؟ الجواب على الاغلب: كلا. لكن بعد عام من الجمود، حتى الوجوه القديمة أفضل من لا شيء".
وأضافت: "شكل لبنان أخيراً حكومة جديدة هذا الشهر، بعد أكثر من عام من الانفجار الدامي في مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 217 شخصاً، وإصابة 7000 آخرين، وأطاح بالحكومة السابقة. حسناً، "الجديد" - كما هو الحال دائماً في السياسة اللبنانية - قد يكون امتداداً للوجوه السابقة. ولكن على الأقل بعد عام من الركود، وجدت البلاد بعض الأشخاص لتشكيل حكومة عاملة، بما في ذلك مضيف برنامج ألعاب (في اشارة الى وزير الإعلام جورج قرداحي)، وملياردير (رئيس الحكومة نجيب ميقاتي)، ومسؤول سابق في البنك المركزي (وزير المالية يوسف الخليل)".
وتابعت سالفِتي: "يحتل نجيب ميقاتي موقع تحمل المسؤولية الكاملة عن الحكومة الجديدة كرئيس للوزراء، وهو ملياردير في مجال الإتصالات، وأحد أغنى رجال الأعمال في لبنان، والذي ضبط، وفقاً لسالفِتي، في تهم فساد بعدما شغل منصب رئيس الوزراء مرتين من قبل. إن هذا السلوك شائع جداً بالنسبة لرؤساء الوزراء اللبنانيين، حتى القائمون بأعمالهم (الوزراء)".
وأشارت, الى أن "تشكيل حكومة طال انتظاره. فرنسا، الراعية للبنان، جعلت تشكيل حكومة عملية شرطا لأي دعم مالي، وهو الموقف الذي رددته المؤسسات المتعددة الأطراف مثل صندوق النقد الدولي. لكن قلة من الناس لديهم أي أوهام بأن الجكومة الجدية ستكون قادرة على تقديم إصلاحات حقيقية لبلد انزلق في واحدة من أشد الأزمات المالية في العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، مع انزلاق أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر".
وقالت الكاتبة: "مع وجود طبقة حاكمة مليئة برجال الأعمال والسياسيين الأثرياء، لا تزال الكثير من الوجوه المألوفة - التي يلقي الكثير من اللوم على فسادها وإهمالها بأنها مسؤولة عن وضع البلاد الحالي - تهيمن على المشهد السياسي في لبنان".
وأضافت سالفِتي: "أدى انفجار بضعة آلاف طن من نترات الألمنيوم التي كانت مخزنة بشكل سيء إلى تدمير الكثير من الأماكن، وتفجير العديد من المباني، وتحطيم حكومة رئيس الوزراء آنذاك حسان دياب. نزل آلاف اللبنانيين الغاضبين إلى الشوارع للاحتجاج على سوء إدارة القضية برمتها. هذا ولم تحصل النساء على مقاعد وزارية في الحكومة الجديدة. تم تعيين نجلاء الرياشي وزيرة للتنمية الإدارية، وهي المرأة الوحيدة التي تجلس على طاولة من 24 شخصاً".
وسألت: "لكن من يريد أن يكون مليونيرا؟ هذا سؤال مخصص لجورج قرداحي، وزير الإعلام اللبناني الجديد ، والذي صادف أنه المضيف السابق للنسخة العربية من برنامج "من يريد أن يكون مليونيراً"؟
وقالت: "في الوقت عينه، فإن فراس أبيض، الذي قاد جهود الرعاية الصحية في لبنان منذ ظهور جائحة "كوفيد -19" هو وزير الصحة الجديد في لبنان. يمثل أبيض، الذي يتمتع بوجه جديد وودود، أحد الشخصيات القليلة في لبنان التي تحظى بإحترام الجمهور".
وأضافت: "جعل المأزق السياسي من المستحيل تقريباً تدفق المساعدات الخارجية. من دون حكومة عاملة، لن يحصل لبنان على أي تخفيف لعبء ديونه البالغة 90 مليار دولار. إن حكومة جديدة، كما هي مُعاد تشكيلها، تمنح البلاد على الأقل فرصة لإعادة تجميع صفوفها" .
تابعت: "هناك "حزب الله" الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة "إرهابية"، ولكنه قوة سياسية في لبنان، ويدعم وزيرين في حكومة ميقاتي. جاء "حزب الله" مؤخراً لإنقاذ نقص وقود الديزل في البلاد، بطرق لم تفعلها الحكومة. جلب الحزب أكثر من مليون غالون من الوقود الإيراني إلى لبنان من سوريا في 16 أيلول، قبل يوم واحد من تأمين الحكومة شحنتها الخاصة من العراق. على الرغم من أن هذه الخطوة تنتهك العقوبات الأميركية المفروضة على أي شخص يتعامل مع الحكومة السورية، إلا أنها كانت مصدر ارتياح صغير للمواطنين اليائسين، الذين لا يزالون يعانون من انقطاع التيار الكهربائي وساعات من الإنتظار في الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود".
ولكن هل ستغير الحكومة الجديدة أي شيء؟
وقالت سالفِتي: "من غير المرجح. من المرجح أن تقوم الحكومة الجديدة بتطبيق تعديلات تجميلية على هذه المشاكل العميقة الجذور، بما يكفي لتأمين الأصوات الإنتخابية للأحزاب الطائفية التقليدية في لبنان".
وأضافت: "مشكلة الكبيرة هي أن البلاد مفلسة وليست فقط مدمّرة. إن إيجاد طريقة لسد العجز المالي، ودعم العملة، والتعامل مع عبء الديون، واستعادة ما يشبه السلامة العقلية إلى الحياة اليومية هو الأولوية رقم 1 - أو ما ينبغي أن تكون الأولوية- بالنسبة للحكومة الجديدة، لكن الشكوك تسود في ما يعتبره معظم المحللين دولة كليبتوقراطية".
خلال مقابلة مع شبكة سي إن إن في 17 أيلول، قال ميقاتي إن هذه "فترة انتقالية نحو التغيير" وأنه يأمل في قيادة حكومة "ستأخذ البلاد نحو الانتخابات وتترك الشعب يقرر من يريد تمثيله لاحقاً". ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة المقبلة في لبنان في أيار المقبل، إذا لم يتم تأجيلها".
وتختم سالفِتي بالقول: "في نهاية المطاف، يبقى اللبنانيون في الظلام معظم الوقت، من دون البنزين، ويكافحون لشراء قوتهم اليومي، لقد تركوا مع سؤال واحد، وهو: كيف يمكن لأولئك الذين تسببوا في زوال بلد ما أن يكونوا نفس الأشخاص لإصلاحها؟".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News