"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
دخل لبنان في مرحلة "شدّ حبال" مع دول الخليج والمجتمع الدولي بشكل عام، على خلفية ما تمخّض عن مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي ينعقد في الكويت، إذ علم أن الإتصالات التي جرت أدّت إلى تنفيس الإحتقان، في ظل تساؤلات حول ما ستكون عليه الأوضاع ما بعد ارفضاض المؤتمر المذكور، لا سيما وأن المعلومات المستقاة من بعض الجهات المعنية بالملف اللبناني داخلياً وخارجياً، تشير إلى أن لبنان بات على جدول أعمال المجتمع الدولي، بمعنى أن ثمة مخاوف وقلق ينتاب معظم المعنيين بواقع هذا البلد المأزوم، وما يكتنفه من أجواء ومعطيات تؤشّر إلى مزيد من التوتر السياسي. وتتمحور هذه المخاوف حول إمكان أن يُتَرجم ذلك من خلال اضطرابات أمنية، خصوصاً وأن ما يحصل من تصعيد في العراق وسوريا، يترك تداعيات سلبية على الوضع في لبنان، لا سيما وأن التطوّرات التي جرت في الساعات الماضية على خلفية الإعتداءات الإسرائيلية التي حصلت، ومن منطقة تُعتبر متلاصقة جغرافياً مع دمشق، فذلك بمثابة مؤشر خطير.
ومن الطبيعي، وأمام ما يحيط بالساحة الداخلية من تطوّرات وتوتّرات وانقسامات، فإن الإستحقاق الإنتخابي سيبقى في خانة الترقّب لما ستكون عليه الإرتدادات السياسية والأمنية لمآل الأوضاع في المنطقة، وما يجري فيها من أحداث.
في هذا الإطار، تنقل مصادر سياسية عن سفير أوروبي سابق في لبنان، أنه لا يمكن القول أن الإنتخابات النيابية هي محسومة وستجري في موعدها الدستوري كما تسعى الدول الكبرى، ولا سيما، تلك التي لها علاقات وثيقة مع مسؤولين لبنانيين، ناهيك إلى أنه ليس ثمة ما يشي إلى حماس دولي، بخلاف المبالغة بأن هناك عقوبات وإجراءات قاسية في حال جرى تعطيل هذا الإستحقاق.
من جهة أخرى، أضافت المصادر، أن الإهتمام الدولي بدا جلياً أنه في مكان آخر، وعلى وجه الخصوص على خلفية ما يجري بين روسيا وأوكرانيا، إضافة إلى القلق حيال ما يحصل في بغداد من عودة للقصف الصاروخي الذي تعرّض له مطارها.
وتشير المصادر السياسية نفسها، إلى أن هذه التطوّرات ومجريات الأوضاع لا يمكن أن تجد حلولاً بين ليلة وضحاها، أو حتى في غضون أشهر قليلة، نظراً لانهيار لبنان الإقتصادي والمالي وتفكّك مؤسّساته وتعطيل كل مرافق الدولة فيه، ومن هذا المنطلق، لا زال الحديث داخل الأروقة الدولية منصبّاً على إيجاد المخارج لمساعدة لبنان وخروجه من أزماته، وثمة طروحات عديدة يجري التداول بها، ومن ضمنها كيفية إيجاد المخرج المقبول للإنتخابات النيابية والرئاسية، فإذا ما حالت الظروف السياسية والأمنية والإقتصادية دون حصولها، وفي ظل عدم الجهوزية المطلوبة من أجهزة الدولة برمّتها، فإن سيناريوهات قاتمة تنتظر الساحة اللبنانية.
ويبقى، إزاء هذه الأوضاع، أن ما ينقل عن بعض الجهات الحكومية، فالمسألة ستتّجه إلى ما جرى في الكويت بالإضافة إلى صعوبة الوضع في الداخل، وتفاعل الإنقسامات والخلافات، إلى قيام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالدور الذي بات عنوان عمله ومهامه في رئاسة مجلس الوزراء، أي تدوير الزوايا، وبقاء الحكومة دون أي انقسام أو اعتكاف أو استقالة، ولكن، وفي خضم التعقيدات والمخاوف من حدوث أمر، ما عندها كل الإحتمالات واردة لأي حدث قد يحصل في البلد.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News