الأخبار المهمة

placeholder

نداء الوطن
الأربعاء 02 آذار 2022 - 10:22 نداء الوطن
placeholder

نداء الوطن

موسكو تنقضّ على مدن أوكرانيا: قصف وقتل وخراب... ومتاريس

placeholder

يُخطّط "الدب الروسي" للإنقضاض بمخالبه الكاسرة على المدن الأوكرانية، خصوصاً العاصمة كييف وخاركوف وماريوبول، في وقت اقتحمت فيه القوات الروسية خيرسون في الجنوب، فيما تشهد المدن قصفاً عنيفاً بالقذائف والصواريخ على أنواعها، تسبّب بسقوط ضحايا مدنيين. وتسعى موسكو بعد 6 أيّام من إنطلاق عمليّتها العسكرية إلى تحقيق مكسب ميداني يُعتدّ به لرفع معنويات جنودها الذين تكبّدوا خسائر فادحة بفعل المقاومة البطولية للجيش والشعب الأوكرانيَّيْن. ولتحقيق هذا الهدف ينتهج العقل العسكري الروسي مختلف الوسائل، المشروعة وغير المشروعة، منها "الحيل العسكرية"، إذ يلجأ الجيش الروسي إلى رفع العلم الأوكراني على المعدات العسكرية التابعة له في بعض المواقع لتضليل القوّات الأوكرانية، بحسب القائد العام للقوات المسلّحة الأوكرانية فاليري زالوجني، بينما يستعدّ سكان المدن لاستقبال "القوّات الغازية" عبر حفر الخنادق وإقامة المتاريس وصنع قنابل "مولوتوف".

وقصف الجيش الروسي برج التلفزيون في كييف في وقت متأخر بعد ظهر الثلثاء، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، بحسب خدمات الطوارئ. وأظهرت صورة نشرتها وزارة الداخلية البرج مغطّى بدخان رمادي كثيف، لكنّه ما زال قائماً. وبعد ساعة من الهجوم، عادت معظم القنوات الأوكرانية إلى العمل بشكل طبيعي، فيما دعا الجيش الروسي المدنيين في كييف الذين يعيشون قرب منشآت لأجهزة الأمن الأوكرانية المغادرة، محذّراً من أنه يُريد استهدافها لوقف "الهجمات الإلكترونية ضدّ روسيا". لكنّ البنتاغون اعتبر التقدّم الروسي نحو العاصمة متوقفاً بسبب المقاومة التي واجهوها ومشكلات لوجستية.

وتوالت الغارات القاتلة على مدينة خاركوف، ثاني مدن البلاد التي يُحاول الروس السيطرة عليها. وقُصِفت الساحة المركزية للمدينة الواقعة قرب الحدود الروسية، كما تضرّر مبنى مجلس المدينة. وقُتِلَ نحو 20 شخصاً وأُصيب العشرات جرّاء الضربات الصاروخية التي استهدفت إحداها مبنى سكنيّاً، ما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وصف القصف الروسي على خاركوف بأنه "جريمة حرب" و"إرهاب دولة"، فيما ندّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالقصف "المثير للاشمئزاز" لخاركوف، مشبّهاً إيّاه بالقصف المميت الذي استهدف سراييفو في التسعينات.

ويبدو أن الروس تقدّموا في جنوب البلاد من الجهة الشرقية المطلّة على بحر أزوف. وفي ميناء ماريوبول (جنوب شرق) "قصفت القوات الروسية كل أحياء المدينة"، بحسب حاكمها الذي تحدّث عن سقوط 21 جريحاً وعدد غير محدد من القتلى، بينما كشفت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها التي تقدّمت على طول الساحل من شبه جزيرة القرم، تمكّنت من الإنضمام إلى المقاتلين القادمين من منطقة دونيتسك الإنفصالية الموالية لموسكو، ما يوفر رابطاً استراتيجيّاً للقوات الروسية، إن صحّ هذا الأمر، إذ إن الجيش الأوكراني كان قد أوضح في وقت سابق أنه أحبط هذه المحاولة.

وأقام الجيش الروسي حواجز على مداخل مدينة خيرسون الساحلية الواقعة في شمال غرب القرم، فيما أفادت كييف بأنّ القوات الروسية دخلت المدينة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرها سكان محلّيون على مواقع التواصل الاجتماعي جنوداً روس في المدينة. لكنّ القوّات الأوكرانية كانت لا تزال تُسيطر على مبنى خيرسون الإداري، في وقت كشف فيه البنتاغون أن 80 في المئة من القوات التي حشدتها روسيا على الحدود باتت داخل أوكرانيا، لافتاً إلى أن روسيا أطلقت أكثر من 400 صاروخ من طراز "كروز" قصير ومتوسط المدى.

وظهرت تقارير تُفيد بأن موسكو استخدمت القنابل العنقودية في 3 مناطق مأهولة بالسكان. وأوضحت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنها وثقت هجوماً بقنبلة عنقودية خارج مستشفى في شرق أوكرانيا في الأيام الأخيرة. كذلك، تحدّث سكّان محلّيون عن استخدام الذخائر في خاركوف وقرية كيانكا بالقرب من مدينة تشيرنيهيف الشمالية.

وفي الغضون، دعا زيلينسكي متوجّهاً إلى أعضاء المجلس الأوروبي خلال كلمة مؤثرة عبر الفيديو إلى إثبات وقوفهم إلى جانب أوكرانيا في حربها مع روسيا، مطالباً بانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، بعد يوم واحد من توقيعه على طلب رسمي للإنضمام إلى الاتحاد. وقال الرئيس الأوكراني وسط تصفيق حار: "أثبتوا أنكم معنا! أثبتوا أنكم لن تسمحوا لنا بالرحيل! أثبتوا أنكم أوروبّيون حقاً! ومن ثمّ ستنتصر الحياة على الموت وسينتصر النور على الظلام. المجد لأوكرانيا!".

وردّ رئيس المجلس الأوروبي بعد لحظات قائلاً: "سنتحمّل مسؤوليّاتنا"، في حين دعا الرئيس الأوكراني خلال اتصال مع نظيره الأميركي جو بايدن إلى "إيقاف المعتدي" الروسي، "بأسرع وقت". وتحدّث الرئيسان خلال الاتصال عن العقوبات الغربية ضدّ روسيا، والمساعدة التي تُقدّمها الولايات المتحدة ودول أخرى لأوكرانيا في مجال الدفاع، وفق زيلينسكي الذي أكد لاحقاً أنه "طالما استمرّت هجمات موسكو على المدن الأوكرانية، فلن يتمّ إحراز تقدّم يُذكر في المحادثات بين البلدَيْن".

توازياً، طالبت واشنطن الأمم المتحدة بطرد موظّف تتّهمه بأنه "عميل للإستخبارات الروسية"، وفق ما أفاد ديبلوماسي أميركي وكالة "فرانس برس"، موضحاً أن واشنطن "باشرت إجراءات المطالبة بترحيل عميل استخبارات روسي يعمل لدى الأمم المتحدة استغلّ الامتيازات الممنوحة له على صعيد الإقامة في الولايات المتحدة"، في وقت حضّ فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على طرد روسيا من عضوية مجلس حقوق الإنسان.

وبدأت العقوبات الغربية تأتي ثمارها، إذ أعلن مشغّل خط أنابيب الغاز الروسي - الألماني "نورد ستريم 2"، ومقرّه في كانتون تسوغ السويسري، أنه تقدّم بطلب لإشهار إفلاسه، في حين وقّع بوتين مرسوماً في شأن اتخاذ إجراءات اقتصادية قاسية إضافية ستؤثّر سلباً على حياة الروس. وفي جديد العقوبات على موسكو، أعلنت رئاسة الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد وافق على استبعاد "بعض المصارف الروسية" من نظام "سويفت"، فضلاً عن المصادقة على حظر مشاركة أوروبّيين في مشاريع يُساهم في تمويلها "صندوق الاستثمار المباشر" السيادي الروسي، مشيرةً إلى حظر بث وسيلتَيْ الإعلام الروسيّتَيْن الرسميّتَيْن "سبوتنيك" و"آر تي" في دول الاتحاد. كما قرّرت وزارة الخزانة البريطانية إدراج "سبيربنك"، أكبر مصرف تسليف روسي، على لائحتها للكيانات الروسية الخاضعة لعقوبات، مهدّدةً بأنّ تكاليف غزو أوكرانيا سترتفع بالنسبة إلى الكرملين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة