الأخبار المهمة

placeholder

نداء الوطن
السبت 02 نيسان 2022 - 11:04 نداء الوطن
placeholder

نداء الوطن

غارة أوكرانية على الأراضي الروسية... والمفاوضات بين "أخذ وردّ"

placeholder

تتّخذ الحرب الروسيّة ضدّ أوكرانيا منحى استراتيجياً جديداً، خصوصاً مع التراجع الروسي الدراماتيكي على معظم الجبهات، فضلاً عن دخول عامل "المبادرة" من جهة كييف بالهجوم ضدّ روسيا في عقر دارها في حال صدقت موسكو بإعلانها أن أوكرانيا وجّهت ضربة جوّية بواسطة مروحيّتَيْن على أراضيها استهدفت منشأة لتخزين الوقود في مدينة بلغورود الواقعة على بُعد حوالى 40 كيلومتراً من حدود أوكرانيا، فيما رأى مراقبون أن هذه الضربة تُشكّل "إهانة حقيقيّة" للدولة الروسيّة التي لم تستطع بعد 37 يوماً من شنّها الحرب، ليس فقط السيطرة على الأجواء الأوكرانية بشكل كامل، إنّما أيضاً تأمين أجوائها قرب الحدود الأوكرانية، معتبرين أن روسيا بعيدة كلّ البعد عن كونها تملك مقوّمات "الدولة العظمى"، وأن العاملَيْن الوحيدَيْن اللذَيْن يشفعان لها ويلعبان لصالحها، هما كونها تملك مقعداً دائماً في مجلس الأمن الدولي، إضافةً إلى حيازتها رؤوساً نوويّة وصواريخ فرط صوتية.

كما أشار المراقبون إلى أنّه في حال لم تكن موسكو صادقة في روايتها حول تعرّضها لضربة داخل أراضيها، تطرح مزاعمها هذه علامات استفهام خطرة وكبيرة في شأن نواياها وغاياتها وأهدافها من إطلاق هكذا ادّعاء، الذي يبدو وكأنّه بمثابة "شكوى" من طرف يلعب دور "الضحية" و"المعتدى عليه" بينما يشنّ أشنع حرب في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لافتين إلى أن "صدقيّة موسكو" المشكوك بها تجعل كلّ ما تنشره عرضة للتدقيق تحت مجهر الحقيقة. وبينما اتهمت روسيا أوكرانيا بشنّ ضربة داخل أراضيها، محذّرةً من أن ما حدث "لن يوفر ظروفاً ملائمة لمتابعة المفاوضات"، رفضت الحكومة الأوكرانية تأكيد الضربة، لكنّها لم تنفها رسمياً. غير أن الجانب الروسي أعلن بعيد ذلك استئناف المباحثات الروسية - الأوكرانية عبر الفيديو، فيما أجرى طرفا النزاع عملية تبادل سجناء، وفق ما أعلنت كييف.

وفي هذا الصدد، كشف المدير المساعد لمكتب الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموشنكو عبر تطبيق "تلغرام" أن عملية تبادل حصلت، مشيراً إلى أن 86 جنديّاً أوكرانيّاً بينهم 15 إمرأة باتوا بأمان، من دون تحديد عدد الروس الذين سلّمتهم كييف لموسكو، في حين أشار وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى أن بلاده لا تزال تنتظر "جواباً فعلياً على الاقتراحات التي عُرِضَت في اسطنبول" مطلع الأسبوع، معتبراً أنه وفقاً للردّ الروسي سنعرف عندها إن كانت موسكو تستمرّ باعتماد لغة التهديد أو أنها اعتمدت نهجاً بناءً أكثر، بينما بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان هاتفياً سير المفاوضات بين وفدَيْ موسكو وكييف في اسطنبول. وأكد الرئيس التركي أن أولوية أنقرة هي تنظيم لقاء بين بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. بالتزامن، زارت رئيسة البرلمان الأوروبي المالطية الجنسية روبيرتا ميتسولا، كييف، حيث أكدت للبرلمان الأوكراني، الذي كان منعقداً في جلسة استثنائية، دعم الهيئات الأوروبّية.

وفي الأثناء، ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي كان من المقرّر أن تُشارك في عملية الإجلاء من ماريوبول، أنه من المستحيل في الوقت الحالي القيام بمحاولة جديدة لإجلاء آلاف المدنيين العالقين في ظروف إنسانية مأسوية في المدينة المدمّرة والمحاصرة، مشيرةً إلى محاولة جديدة مرتقبة اليوم، فيما تحدّث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مجدّداً مع زيلينسكي، وجدّد تأكيد تصميمه على العمل من أجل إعلان وقف إطلاق نار يسمح بإجراء عمليات إجلاء من ماريوبول ويسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة، في وقت استقبل فيه ماكرون رئيس بلدية مدينة ميليتوبول إيفان فيديروف، الذي احتجزه الجيش الروسي لأيام عدّة قبل أن يُفرج عنه في إطار عملية تبادل سجناء. كما كشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن نائبه للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث سيزور موسكو الأحد لمحاولة تأمين "وقف إطلاق نار إنساني" في أوكرانيا.

ميدانيّاً، كشفت الإستخبارات العسكرية البريطانية أن القوات الأوكرانية استعادت قريتَيْ سلوبودا ولوكاشيفكا جنوب تشيرنيهيف، وعلى طرق الإمداد الرئيسية بين المدينة وكييف، مشيرةً إلى أن أوكرانيا واصلت أيضاً شنّ هجمات مضادة ناجحة ولكن محدودة إلى الشرق والشمال الشرقي من كييف، بحسب وكالة "رويترز". بالتوازي، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن بلاده ستُرسل عربات مدرّعة من طراز "بوشماستر" إلى أوكرانيا بعدما طلبها زيلينسكي على وجه التحديد، عندما ناشد المشرّعين الأستراليين المزيد من المساعدة في الحرب التي هجّرت أكثر من 4.1 ملايين لاجئ أوكراني من بلادهم.

وفي الغضون، كشفت رئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد الأوروبي حذّر بكين من أن أي دعم لموسكو للالتفاف على العقوبات الغربية من شأنه "تشويه سمعة (الصين) في شكل خطر" والإضرار بعلاقاتها الاقتصادية مع أوروبا. وإثر قمّة عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، قالت فون دير لايين في حضور رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: "قلنا بوضوح إنّ على الصين ألّا تتدخّل على الأقلّ في العقوبات"، التي فرضت على موسكو، و"ألّا تدعمها". ونبّهت إلى أن موقف بكين "هو مسألة ثقة وصدقية ويُطاول بالتأكيد قرارات الاستثمار على المدى البعيد"، فيما أمل ميشال بصدق في أن "تأخذ الصين في الاعتبار أهمية صورتها الدولية وأهمية العلاقة الاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي".

تزامناً، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من نيودلهي بموقف الهند تجاه النزاع في أوكرانيا فيما أجرى محادثات يُرجّح أن يكون هدفها حضّ نيودلهي على مقاومة الضغط الغربي لإدانة غزو موسكو لأوكرانيا، في حين أعلنت الوكالة الدولية للطاقة أن دولها الأعضاء قرّرت اللجوء من جديد إلى احتياطيها النفطي الإستراتيجي، لكن بحجم غير معروف، بهدف محاولة خفض أسعار النفط. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد كشف في وقت سابق أن أكثر من 30 دولة عقدت اجتماعاً طارئاً وقرّرت أن تضخ في السوق عشرات الملايين من براميل النفط الإضافية، في إشارة منه إلى الوكالة الدولية للطاقة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة