الأخبار المهمة

الاثنين 11 نيسان 2022 - 00:57

العقوبات على روسيا.. هل تنهي الحرب أم تزيد التصعيد أكثر؟

placeholder

حذرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية من عدم فعالية فرض الحد الأقصى من العقوبات على روسيا في إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، وأوضحت أن العديد من صانعي السياسة يرون أن ممارسة الضغط الاقتصادي المنفصل عن أهداف سياسية واقعية يجعله "غاية في حد ذاته".


وقالت المجلة إن عدد العقوبات التي استخدمتها الولايات المتحدة منذ عام 2000 زاد بما يقرب من 1000%"، منبهة إلى أنه "على الرغم من دور العقوبات في شل الاقتصادات الوطنية المختلفة، فإنها نادراً ما حققت أهدافها القصوى".

ولم تنكر المجلة إلحاق العقوبات الأميركية أضراراً كبيرة باقتصادات إيران وفنزويلا وأفغانستان وكوريا الشمالية وسوريا، لكنها شددت على أن "الحكام الاستبداديين في كل هذه الحالات أثبتوا أن التعرض لأي قدر من الألم الاقتصادي لن يجبرهم على قبول الإنذارات التي تهدد مصالحهم الأساسية أو تمسكهم بالسلطة".


واعتبرت "ناشيونال إنترست" أن "ميل الولايات المتحدة إلى عدم تقديم سبل واقعية لتخفيف العقوبات يقوض قوة العقوبات الأميركية بشكل أكبر".

"غاية في حد ذاتها"

وتابعت المجلة: "بغض النظر عن الاعتبارات السياسية، فإن العديد من صانعي السياسة يرون أن ممارسة الضغط الاقتصادي المنفصل عن أي أهداف سياسية واقعية أو استراتيجية أوسع، هو غاية في حد ذاته".

وقدَّم إليوت أبرامز، وهو لاعب رئيسي في حملات العقوبات الخاصة بإدارة ترمب، تلخيصاً موجزاً لهذا الرأي بالقول إنه: "عندما نسمع أن حملة الضغط الأقصى فشلت، فإنه علينا أن نتذكر أنها أدت لاختفاء احتياطيات إيران تقريباً".


وأوضحت المجلة أن تقرير حكومي أميركي حديث وجد أنه بينما تقوم وزارات الخزانة والخارجية والتجارة بتقييم الأثر الاقتصادي للعقوبات، فإنها "لا تجري تقييمات لمدى فعاليتها في تحقيق أهداف السياسة الأميركية الأوسع".


هل تدفع بوتين إلى الانسحاب؟

وتابعت المجلة: "لم يكن تهديد إدارة بايدن بفرض عقوبات ليؤدي إلى ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن غزو أوكرانيا أبداً، وذلك لأن الأخير كان يشعر أن المصالح الأساسية لبلاده باتت مُهدَدة بالفعل".

ورأت "ناشيونال إنترست" أنه "لا يوجد سبب للاعتقاد بأن آلام العقوبات وحدها ستجبره الآن على الانسحاب، فصحيح أن تصرفات الجيش الروسي في أوكرانيا كانت مروعة، ولكن استخدام العقوبات ضد روسيا من أجل العقاب فقط ليس استراتيجية متماسكة لوقف القتال".


ودللت المجلة بما قاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والخاص بأن الحرب في أوكرانيا، "مثلها مثل جميع الحروب تقريباً، لن تنتهي إلا من خلال تسوية تفاوضية".

ورجحت المجلة، أن يكون الوصول إلى مثل هذا الاتفاق مستحيلاً في حال لم يرى الكرملين أنه سيحصل على تخفيف للعقوبات، واعتبرت أنه "يبدو من المرجح بشكل متزايد أن الولايات المتحدة وحلفائها سيكررون أخطاء الماضي ويهدرون نفوذهم من خلال العقوبات المعوقة التي فرضوها على روسيا".

وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة لم تفصح عما يجب أن تفعله موسكو لرفع العقوبات، قائلة إنه "ليس من المؤكد حتى أنها سترفعها إذا توصلت أوكرانيا وروسيا إلى اتفاق"، وأضافت أن الغرب يخاطر بتقليل فعالية العقوبات وترك بوتين دون أي حافز لإنهاء القتال حال "عدم توضيح أهداف العقوبات وإمكانية رفعها".

المزيد من التصعيد

وأوضحت المجلة أنه "في حال كانت روسيا ستصاب بالشلل بسبب الحرب الاقتصادية طويلة الأمد، فإن الرئيس الروسي سيشعر أن قبضته على السلطة قد تكون مهددة بسبب ترك أوكرانيا دون تحقيق النصر، مما يدفعه إلى مزيد من التصعيد".

ونبهت أن "الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إصدار المسؤولين الغربيين عدداً من التصريحات التي قد تؤدي إلى تفاقم جنون العظمة لدى بوتين وتجعله يخشى استخدام العقوبات في محاولة للإطاحة به".


وقالت "ناشيونال إنترست" إنه "إذا كان الرئيس الروسي يعتقد أن الغرب يحاول الإطاحة به، فإنه من المحتمل للغاية أن يتخذ إجراءات خطيرة قد تؤدي إلى مواجهة كارثية بين القوى النووية"، مضيفة أن إمكانية التوصل إلى تسوية تفاوضية وخطر التصعيد الكبير يعتمدان بالفعل على ما يعتقده بوتين حول نوايا الغرب.

تصحيح المسار

ولفتت المجلة أنه "مع تزايد مخاطر الهجوم الروسي يوماً بعد يوم، فإنه لا يمكن لواشنطن أن تقف منتظرة على أمل أن يؤدي الضغط الاقتصادي المستمر وحده إلى تراجع بوتين وجعله ينهار في نهاية المطاف"، مشددة على ضرورة إجراء الولايات المتحدة وحلفائها "تصحيح سريع للمسار".

وأشارت إلى أنه "يجب عليهم البدء بالقول صراحة إن العقوبات تهدف فقط إلى تأمين اتفاق وأنه سيتم رفعها على الفور إذا تم التوصل إليه، وفي حال تم إحراز تقدم في محادثات السلام، فإنه من الضروري أن تعمل الولايات المتحدة مع شركائها لتحديد ما يجب على موسكو فعله مقابل تخفيف العقوبات".

واختتمت: "صحيح أن التوصل إلى تسوية مقبولة لكلا الطرفين يمثل تحدياً شديد الصعوبة، لكنه السبيل الوحيد لإنهاء الحرب".

 

(الشرق للأخبار)

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة