انتخابات ٢٠٢٢

الجمعة 22 نيسان 2022 - 15:06

نبيل بدر على طريق زبائنية سعد الحريري: ولسان حال أهالي بيروت "يطعمك الحجة والناس راجعة"

placeholder

من شعبيته كرئيس لنادي الأنصار، يعول رجل الأعمال نبيل بدر على دخول المجلس النيابي، وتحديداً من بوابة دائرة بيروت الثانية، "الدائرة الأصعب" كما كان يلقبها رفيق الحريري الأب، والتي يغيب عنها سعد الحريري الابن اليوم للمرة الأولى منذ العام 2005، في "عزوف" فتح شهية المقربين منه قبل المبعدين عنه، وأحدهم بدر، الذي يترأس لائحة "هيدي بيروت"، والذي غاب عنه أن حلبة السياسة لا روح رياضية فيهاـ وأن محبة اهالي العاصمة لنادي الأنصار، لا تصب بالضرورة أصواتاً في صناديق اقتراع، بعد أن بات نهج الحريرية نفسه موضع انتقاد، وبات المحاولون وراثتها كمن يذهب للحج في غير موسمه، فيقال له "يطعمك الحجة والناس راجعة".

هكذا إذاً، انطفأت حالة الحريرية في بيروت مع اعتكاف الحريري عن الترشح، ليس لاعتكافه وحسب، بل لأدائه الذي كرسته التسوية الرئاسية، التي قادت اللبنانيين عبر خط -عسكري- بشرهم به رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نحو "جهنم، لتنطفئ معها كل محاولات وراثة الحريرية السياسية من منطلق زعاماتي، هي التي كانت سببا من أسباب وصول الاقتصاد اللبناني لانهياره اليوم، سواء عبر حصره بالريعية أو بالاستدانة التي راكمت ديونا بلا نمو يقابلها، ليتوج الهدر والفساد من ضمن تحالف المافيا والميليشيا.

بدر... والمنطق الزبائني

ونبيل بدر الذي سبق أن ترشح بوجه لائحة تيار المستقبل عام 2018، ونال 854 صوتاً تفضيلياً، وعينه اليوم على حاصل انتخابي للائحته وأكثر، بعدما تحالف مع الجماعة الإسلامية وشخصيات مقربة من نهج الحريرية وبضعة مستقلين، ينتهج خطاباً غير متماسك البتة، إذ يتحدث حيناً عن حنينه لبيروت أيام رفيق الحريري ونهجه، واحيانا عن ان لائحته تستقطب البيئة الحريرية التي تدعم سعد الابن، ثم يعود ليتحدث عن "الثورة" من مجلس النواب، متناسياً أن سعد الحريري جزء من "كلن يعني كلن"، لا بل ومجاهراً بأنه قد يصوت لنبيه بري رئيساً للمجلس النيابي الجديد، واضعاً قراره في عهدة إذ "نتيجة الانتخابات النيابية، وما اذا كان النواب الشيعة سيعطونه شرعية".


ووسط كل هذه التناقضات، والثورة المحصورة بالخطاب ضد سلاح حزب الله والتودد للدول العربية، ينتهج بدر نهجاً لا يحيد عنه، وهو نهج الزبائنية، ركيزة الحريرية السياسية، فيرشو الناخبين بأموال الدولار "الفريش"، ويدفع تكاليف عملية جراحية من هنا، ومساعدات عينية من هناك، مستغلا حاجة الناس الماسة للمال والطبابة، ولو أنهم بحاجة لدولة تحميهم، وليس لأموال انتخابية موسمية، تزكي المنطق الزبائنيّ الذي لفظته ثورة 17 تشرين، مطالبة بدولة المؤسسات وشبكة الأمان الاجتماعي.

ويجمع بدر على لائحته، اسماء قد يكون مشهوداً لنظافة كفها، لكنها تُساءل كذلك عن قبولها أن تكون مطية لأحلام بدر بالنيابة، وأن تكون شريكة لنهج الزبائنية الذي رفضته ثورة 17 تشرين، سيما وأن بعض وجوهها كانوا من المؤيدين للثورة!

ونبيل بدر الذي يعتبر أن "معركتنا في 15 أيار هي ضد كل مشاريع الهيمنة على العاصمة في السياسة والاقتصاد والانماء، وهي ليست معركة حزب ضد حزب وتيار ضد تيار، المعركة اليوم هي لخير بيروت ضد المتآمرين عليها"... مطالب اليوم بتحديد موقفه من الحريرية السياسية، إذ أن شحذ اصوات المستقبليين، يعني الموافقة على نهج الحريرية الاقتصادي، المسؤول كسائر أركان المنظومة عن إفقار البيارتة وحجز أموال المودعين.

من جهتهم، ناخبو المستقبل ينحون نحو الاعتكاف عن التصويت، "وفاء للشيخ سعد"، هؤلاء الذين لا يزيحون قيد أنملة عن ولائهم للزعيم، أما من فضّل مصلحة الوطن وأهله، فيتجه للتصويت للتغييريين، من لا يخشى أن يثور بوجه أركان المنظومة "كلن يعني كلن"، ولائحة "هيدي بيروت" بالطبع، لا تنطبق عليها هذه المعايير!

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة