وحصل "ليبانون ديبايت" على فيديوهات جديدة توثق عمليات تهريب واسعة لنازحين سوريين من الأراضي السورية إلى داخل لبنان، تحديدًا في منطقة شدرا قرب نقطة أمنية، حيث يُنقل هؤلاء لاحقًا في سيارات خاصة، فيما تبدو الدولة غائبة كأنها "رفعت يدها" عن الملف برمّته.
ووفق المعلومات، فإنّ عمليات التهريب هذه تتركز في الشمال، بينما الأمور مضبوطة في البقاع بفضل جهود الجيش اللبناني المنتشرة هناك.
خطر يتزامن مع تهديدات مباشرة للبنان
الخطورة أن هذه العمليات لا تجري في ظروف طبيعية، بل في توقيت دقيق وحساس للغاية. ففي سوريا، شهدت محافظة السويداء أخطر المعارك، والتخوف كبير من انتقال شرارة هذه الأحداث إلى الداخل اللبناني. أكثر من ذلك، ظهر في الأيام الماضية تسجيل مصوّر لما يُعرف بـ"العشائر السورية"، يتضمن تهديدًا مباشرًا للجيش اللبناني لإطلاق سراح موقوفين سوريين، وإلا فإن الرد سيكون باقتحام لبنان وخطف جنود بهدف مبادلتهم.
وبينما الجيش اللبناني في حالة تأهّب قصوى، تكشف الفيديوهات أنّ التهريب مستمر من دون أي رادع، ما يطرح أسئلة خطيرة: من هؤلاء الذين يدخلون؟ ولماذا جميعهم من فئة الشباب والرجال؟ وهل يشكّلون مجموعات منظّمة مرتبطة بالعشائر أو حتى بخلايا إرهابية نائمة تنتظر ساعة الصفر؟
تساؤلات مفتوحة… وأجهزة نائمة
ليست هذه المشاهد الأولى من نوعها. فقد سبق لـ"ليبانون ديبايت" أن نشر تقريرًا بعنوان: "لا سيادة بحضور القيادة… نزيف بشري سوري يهدد لبنان على مرأى الدولة"، أرفق يومها بفيديوهات من منصة "إنستغرام" توثّق التهريب العلني. واليوم، المشهد يتكرر بالفيديوهات الجديدة، لكن الخطر يتعاظم في ظل التهديدات المباشرة التي تطال الجيش والداخل اللبناني.
الدولة مطالَبة بالتحرك
ما يجري ليس "تفصيلاً"، بل مسألة حياة أو موت للبنان. فالتهاون أمام نزيف بشري يدخل علنًا ويضاعف الخطر الأمني، هو تواطؤ أو عجز لا يغتفر. الدولة اللبنانية بأجهزتها الأمنية والسياسية مطالَبة بالتحرك العاجل، لأن ترك الحدود مشرّعة على هذا النحو يهدد ليس فقط الاستقرار، بل مصير البلد بأسره.