على الرغم من إعلان موسكو عن وقف لإطلاق النار في مجمّع "آزوفستال" في مدينة ماريوبول المدمّرة، فضلاً عن تأمينها "ممرّات إنسانية" لخروج المدنيين المحاصرين، كشف مساعد قائد كتيبة "آزوف" سفياتوسلاف بالامار في رسالة مصوّرة عبر "تلغرام" أن "الروس لا يحترمون وعدهم بهدنة ولا يسمحون بإجلاء المدنيين"، مضيفاً: "قبل 3 أيام، توغّل العدو في أراضي "آزوفستال" حيث تتواصل معارك عنيفة ودامية"، إذ يتصدّى ما تبقى من مقاومين أوكران محصّنين داخل المجمّع لتقدّم الجنود الروس بشراسة.
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن الجيش الروسي لا يزال مستعدّاً لتأمين إجلاء آمن للمدنيين المحاصرين في مجمّع "آزوفستال". وتابع: "أمّا بالنسبة إلى المسلّحين الذين لا يزالون في "آزوفستال"، فعلى سلطات كييف أن تأمرهم بإلقاء أسلحتهم"، فيما أعلنت الأمم المتحدة إرسال قافلة جديدة إلى "آزوفستال" لإجلاء المدنيين المحاصرين هناك، بعد إجلاء ناجح أُعلن في بداية الأسبوع.
كذلك، ناقش بوتين وبينيت المحرقة اليهودية. وبحسب بيان للكرملين، ناقش المسؤولان "الأهمية الخاصة" لذكرى 9 أيار، وهو التاريخ الذي تحتفل فيه روسيا بالنصر على النازية والذي يشهد "إحياء ذكرى جميع ضحايا" الحرب العالمية الثانية "بما في ذلك ضحايا المحرقة"، في حين كشفت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أنّ بوتين قدّم اعتذاره عن التصريح الذي أدلى به وزير خارجيّته سيرغي لافروف وقال فيه إنّ لأدولف هتلر "دماً يهوديّاً".
وفي الغضون، اتهم الكرملين دول الغرب بالحؤول دون نهاية سريعة للحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا بتزويدها أسلحة. وردّاً على سؤال في شأن تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز" ذكر أن الإستخبارات الأميركية ساعدت أوكرانيا على قتل عدد من الجنرالات الروس، أجاب المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "الولايات المتحدة وبريطانيا والناتو ككلّ، سلّموا معلومات استخباراتية للقوات المسلّحة الأوكرانية بشكل دائم". وتابع: "إضافةً إلى تدفق الأسلحة التي تُرسلها هذه الدول إلى أوكرانيا، فإنّ كلّ تلك الإجراءات لا تُسهم في استكمال سريع للعملية".
غير أن بيسكوف شدّد على أن تلك الخطوات "غير قادرة على إعاقة تحقيق" أهداف العملية العسكرية الروسية. وبعدما كشفت "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين كبار أن "عدداً كبيراً" من نحو 12 جنرالاً روسيّاً قتلتهم القوات الأوكرانية، استُهدفوا بمساعدة أجهزة الإستخبارات الأميركية، وصف مجلس الأمن القومي الأميركي بـ"غير المسؤولة" هذه المعلومات. وأكدت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون لوكالة "فرانس برس" أن "الولايات المتحدة تُقدّم معلومات استخباراتية عن ساحة المعركة لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم"، لكنّها "لا تُقدّم معلومات استخباراتية بهدف قتل جنرالات روس".
تزامناً، كشفت وزارة العدل الأميركية أن مسؤولين قضائيين من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا تواصلوا افتراضيّاً مع المدّعية العامة الأوكرانية ايرينا فينيديكتوفا و"ناقشوا تنسيق جهودهم لمحاسبة الأفراد الذين تعتبر أعمالهم الاجرامية بمثابة "جرائم حرب" في أوكرانيا"، في وقت تمسّك فيه المستشار الألماني أولاف شولتز بموقفه الرافض حاليّاً زيارة كييف رغم دعوة تلقاها من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وشملت أيضاً الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، الذي رفضت السلطات الأوكرانية استقباله قبل 3 أسابيع. وفضّل شولتز إرسال وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، التي ستذهب إلى كييف قريباً.
بالتوازي، أطلق زيلينسكي منصّة عالمية لجمع الأموال لمساعدة كييف على كسب الحرب أمام روسيا، وإعادة بناء البنى التحتية. وقال الرئيس الأوكراني في رسالة فيديو بالإنكليزية نشرها عبر حسابه على "تويتر": "بنقرة واحدة يُمكنكم التبرّع بأموال لحماية المدافعين عنّا وإنقاذ المدنيين وإعادة بناء أوكرانيا"، معلناً عن منصّة "يونايتد 24". ودعا المواطنين العاديين في أنحاء العالم إلى مساعدة كييف على دحر موسكو، فيما أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرته السويدية ماغدالينا أندرسون أن أكثر من 6 مليارات يورو مخصّصة لأوكرانيا جُمِعَت خلال مؤتمر دولي للمانحين في وارسو.
وفي جديد العقوبات ضدّ موسكو، جمّدت الحكومة البريطانية أصول مجموعة الصلب "إيفراز" التي تتّخذ مقرّاً في لندن لكن نشاطها يتركّز في روسيا، ويُعدّ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش المساهم الرئيسي فيها وقد شملته عقوبات سابقة. وأوضحت الحكومة في بيان أن "إيفراز" "تعمل في قطاعات ذات أهمية استراتيجية"، وتُنتج خصوصاً 28 في المئة من إجمالي عجلات القطارات الروسية و97 في المئة من السكك الحديد في البلاد، وهو أمر "له أهمية قصوى"، إذ "تستخدم روسيا السكك الحديد لنقل المعدّات العسكرية والقوات إلى الجبهة في أوكرانيا"، بينما طردت روسيا 7 ديبلوماسيين دنماركيين ردّاً على تدبير مماثل اتخذته كوبنهاغن.
إلى ذلك، أجرى الجيش الروسي في كالينينغراد محاكاة لعملية إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنّه خلال مناورات عسكرية في كالينينغراد، الجيب الروسي المطلّ على بحر البلطيق والواقع بين بولندا وليتوانيا، الدولتَيْن العضوَيْن في الاتحاد الأوروبي و"حلف شمال الأطلسي"، أجرى الجيش الروسي الأربعاء محاكاة لـ"عمليات إلكترونية لإطلاق" منظومات "إسكندر" الصاروخية الباليستية المتنقلة القادرة على حمل رؤوس نووية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News