مع وضع روسيا كلّ ثقلها العسكري على جبهات دونباس في الشرق الأوكراني وتكثيف عمليّاتها الهجومية في المنطقة، ضيّقت القوّات الروسية الخناق على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية الواقعة ضمن نطاقها، في حين أعلن الإنفصاليون الموالون للكرملين أنهم استولوا بشكل كامل على بلدة ليمان، بفضل وحدات عسكرية من منطقة لوغانسك الإنفصالية و"دعم نيران" القوات المسلحة الروسية، بحسب هيئة أركان الدفاع عن الأراضي "لجمهورية" دونيتسك الإنفصالية.
ولم يشأ أي من الجيشَيْن الروسي أو الأوكراني الإدلاء بأي تعليق حول هذه المعلومات التي تعذّر على وكالة "فرانس برس" التحقّق من صحّتها من مصدر مستقلّ. لكن من شأن السيطرة على ليمان أن تُمهّد الطريق في اتجاه سلوفيانسك ثمّ كراماتورسك، مع إحراز تقدّم في محاولة تطويق سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مدينتان أوكرانيتان مهمتان تقعان في أقصى الشرق.
وتتعرّض سيفيرودونيتسك للقصف منذ أسابيع، ويبدو أن حصارها بات شبه مكتمل. ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مسؤول أمني في "جمهورية" لوغانسك أن "مدينة سيفيرودونيتسك باتت حاليّاً محاصرة، وأن القوات الأوكرانية لم تعُد قادرة على الخروج"، بينما نفى رئيس الإدارة الأوكرانية لمدينة سيفيرودونيتسك أولكسندر ستريوك اكتمال الحصار، لكنّه أقرّ بأن الوضع "صعب للغاية". ولم يعُد متاحاً للتوجه إلى مناطق أوكرانية أخرى وللتموّن، سوى طريق ريفي من الصعب حتّى على الدبّابات والشاحنات العسكرية سلوكه.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا مساء الخميس بارتكاب "إبادة جماعية" في دونباس، حيث تتعرض سيفيرودونيتسك لسيل من القنابل. وفي وسط أوكرانيا، قُتل نحو 10 أشخاص في قصف روسي على موقع عسكري في مدينة دنيبرو. كما أُطلقت صفارات الإنذار من غارات جوّية مجدّداً فجر الجمعة في خاركوف، حيث أدّت عمليات قصف في اليوم السابق إلى سقوط 9 قتلى و19 جريحاً، جميعهم من المدنيين، بحسب زيلينسكي.
وفي غضون ذلك، كشف مسؤولون أميركيون لشبكة "سي أن أن" أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تستعدّ لإرسال أنظمة صاروخية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، كجزء من حزمة أكبر من المساعدة العسكرية والأمنية للبلاد، والتي يُمكن الإعلان عنها الأسبوع المقبل، في حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تحميل بلاده مسؤولية تعطّل وصول إمدادات الحبوب في العالم، "لا أساس له"، وذلك خلال اتصال هاتفي مع مستشار النمسا كارل نيهامر، مشيراً مجدّداً إلى "العقوبات الأميركية والأوروبّية ضدّ روسيا" على أنها سبب الأزمة الغذائية. بالتزامن، أعلنت روسيا الجمعة أنها تعمل بهدف تصدير 50 مليون طنّ من الحبوب في الموسم المقبل.
من جهته، كشف المستشار النمسوي خلال مؤتمر صحافي أن بوتين "أصدر إشارات إلى أنّه مستعدّ للسماح بصادرات من الموانئ البحرية" من المنتجات الزراعية الأوكرانية بالتنسيق مع الأمم المتحدة، بينما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بشنّ "حرب شاملة" ضدّ "العالم الروسي بأسره"، متوقعاً أن تستمرّ "لوقت طويل"، في وقت أعلنت فيه الأمم المتحدة أنه من بين أكثر من 6.6 ملايين لاجئ أوكراني فرّوا إلى دول مجاورة، انتقل مليونان و900 ألف لاجئ إلى بلدان أوروبّية أخرى.
وعلى صعيد آخر، طردت موسكو 5 ديبلوماسيين كروات ردّاً على قرار زغرب طرد 24 روسيّاً في نيسان الماضي، فيما كان لافتاً بالأمس قطع كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو الروابط مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، معلنةً "الاستقلال الكامل" في خطوة تاريخية مناهضة للسلطات الروحية في روسيا. وجاء في بيان لكنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية - بطريركية موسكو عقب جلسة حول "العدوان" الروسي: "نُخالف بطريرك موسكو كيريل موقفه... حول الحرب". وتابع البيان: "يُدين المجلس الحرب بصفتها انتهاكاً لوصية الله "لا تقتل"، ويُقدّم التعازي لأولئك الذين يُعانون في الحرب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News