ليبانون ديبايت
سرت خلال الأيام الماضية في الكواليس السياسية تساؤلات عدة حول الرسائل التي حملتها الإطلالة الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في ظلّ بروز مخاوف لدى أطراف داخلية والرأي العام، من حصول تصعيد على الجبهة الجنوبية واندلاع حربٍ في لحظةٍ داخلية مأزومة على كل المستويات الإقتصادية والإجتماعية كما السياسية.
أوساط نيابية في كتلة "الوفاء للمقاومة" تحدثت لـ"ليبانون ديبايت" عن الرسائل التي حملتها كلمة الأمين العام، والمهلة التي حددها التي تمتد إلى أيلول المقبل، فاعتبرت أنها موجهة إلى كل الأطراف المعنية بملف ترسيم الحدود البحرية وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأميركية أولاً ومن أجل الضغط للوصول إلى اتفاق حول الغاز في المياه اللبنانية ثانياً، ذلك أنه من حقّ لبنان استخراج النفط والغاز ، خصوصاً وأن والمرحلة الحالية، هي الأكثر ملاءمةً لتحقيق هذا الهدف والإفادة من الثروة االبحرية.
ورداً على سؤال عن أسباب التركيز على الأسابيع الحالية، أوضحت الأوساط، أن الولايات المتحدة الأميركية هي بحاجة اليوم لاتفاقيةٍ "سريعة" وذلك من أجل تأمين الغاز لأوروبا، ولذا فإن المهلة محددة لأميركا والعدو الإسرائيلي، ولكن الإنذار موجه بشكل أساسي للمفاوض الوسيط آموس هوكشتاين.
وعن موقف المفاوض اللبناني، في هذا المجال، تقول الأوساط النيابية، إن هذا المفاوض يترقب الجواب الأميركي، و"حزب الله" يستخدم قوته من أجل تعزيز موقف هذا المفاوض اللبناني على طاولة المفاوضات.
وفي هذا السياق، ترفض الأوساط مقاربة موقف الحزب وكأنه تجاوز لموقف الدولة، مؤكدةً أن الموقفين لا يتعارضان .
لكن الحديث عن تصعيد عسكري وحربٍ وشيكة، لا يلاقي أصداءً جيدة لدى الشارع، ولا تنفي الأوساط هذا الأمر، وتكشف أن غالبية القوى السياسية ترفض الحرب، كما أن الناس كلها لا تريد الحرب ولا شك بهذا الأمر. لكنها تستدرط موضحةً أن الموقف الذي اتخذه السيد نصرالله، يهدف للضغط على الإسرائيلي، الذي لا يريد الحرب الآن، لأنه يريد استخراج الغاز من حقل كاريش والولايات المتحدة تحتاج أيضاً لهذا الغاز من أجل تأمين حاجة الدول الأوروبية، وهو ما يجعل الحاجة للغاز من كاريش، حاجةً مزدوجة ومشتركة لدى الطرفين للإسراع بإنجاز اتفاق وإنهاء المفاوضات، وإذا تمّ تسريع المفاوضات، فذلك يعني عدم الرغبة لدى كل الأطراف بالذهاب إلى الحرب.
وفي حال لم يتمّ تسريع المفاوضات؟ عن هذا السؤال، أعلنت الأوساط أن الجواب يأتي بعد إرسال المسيّرات في المرة المقبلة.
وعن المهلة المحددة في أيلول وما بعد هذا التاريخ، شددت الأوساط على أن السيد نصرالله، ينتظر الجواب على ما طرحه أخيراً، حيث أوضحت أن الأميركي والإسرائيلي، لم يتعاطيا مع المفاوضات بجدية، إذ اعتبرا أن الحزب يمرّ بوضع صعب والأزمة الإقتصادية تخنق لبنان، ولن يذهب الحزب إلى توجيه أي ضربة، كما أن بعض اللبنانيين أبلغوا الأميركيين والأوروبيين، أن "حزب الله لن يضرب"، وقد "وصلت هذه المعلومات إلينا"، وهو ما جعل من المفاوض اللبناني ضعيفاً وسمح بالتالي للإسرائيلي بمواصلة التنقيب في كاريش، لأنه اعتبر اللبنانيين غير جديين، وذلك بسبب ما نقله هؤلاء إلى هوكشتاين.
وعن المشهد الجنوبي اليوم، أشارت الأوساط نفسها، إلى أن كل الأطراف المحلية والخارجية، وبعد خطاب الأمين العام، قد تبلّغت بأن القصة جدية.
وبالنسبة للأطراف المحلية والتنسيق معها في هذا المجال، كشفت الأوساط النيابية، أن التشاور قائم مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو يؤيد كلّ ما من شأنه تعزيز موقفه كمفاوض، ويدرك أن موقف الحزب يصبّ في مصلحة المفاوض أولاً وأخيراً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News