المحلية

الاثنين 14 تشرين الثاني 2022 - 14:57

بخاري يعلّق نيشانًا على صدرنا... "ليبانون ديبايت" محجوبٌ في السعودية

بخاري يعلّق نيشانًا على صدرنا... "ليبانون ديبايت" محجوبٌ في السعودية

"ليبانون ديبايت" - المحرر السياسي

الحرّيات العامّة في لبنان مقدّسة وتشكّل مكوّنًا أساسيًا من هويّته التي إن مُسّت سقط الهيكل، لذلك يكفلها الدستور والقوانين، وهذا ما تميّز به لبنان وهذا ما يميّزه عن محيطه العربي، فالحرية ولبنان صنوان لا يفترقان، وعلّة وجود هذا البلد الصغير هي الحرية التي قال عنها بطريرك الوجدان المسيحي مار نصرالله بطرس صفير "إذا خيّرونا بين العيش المشترك والحرية لإخترنا الحرية".

لبنان الذي كرّس هذا المفهوم في الداخل والمحيط، يتعرّض اليوم لمحاولات اخضاع يقوم بها السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، من خلال حجب وسائل الإعلام الالكترونية في السعودية التي لا تروق لمصالحه الخاصة وليس لمصالح الدولة التي يمثّلها، ويُحاول أن يخفي عن إدارته في الخارجية السعودية زلاّته الكثيرة في بث الشقاق بين لبنان والسعودية حتى وصل الأمر الى "طرده" من قبل عرب الفاعور في سابقة لم نعهدها قط في العلاقة بين أهل السنة والمملكة.

حظر بخاري "ليبانون ديبايت" في السعودية لأن الموقع ارتكب المعصية الكبرى في انتقاد تدخل السفير السعودي في شأن لبناني لا علاقة له به وهو "اتفاق الطائف" الذي أصبح دستوراً، والأهم أن "ليبانون ديبايت" أضاء على الفشل الذريع للسفير في "منتدى الطائف" الذي قاطعه الممثل الأول للسنة تيار المستقبل، والممثل الأبرز للشيعة "الثنائي الشيعي"، وأكثر من نصف المسيحيين، فخاف من افتضاح أمره، وعلى طريقة دفن النعامة لرأسها في الرمال، حاول بخاري دفن "ليبانون ديبايت" في السعودية.

إضافة الى أنّ الموقع ربّما أثار استياء بخاري عندما وضع الإصبع على جرح السفير المتمثّل بعدم تمكّنه من ملء فراغ الرئيس سعد الحريري سنّيًا، وجنّد مخبريه لتهديدنا علنًا بما نفّذه من حظر للموقع في المملكة.

استاء بخاري من "ليبانون ديبايت" لأنه رفض أن يكون عضواً في نادي "صحافة السفارة"، ولكونه يفتح مساحة حرة للكتّاب والصحافيين، الذين لم يستروا عيوب بخاري بل سلّطوا الأضواء عليها.

عجبًا من هذا الدبلوماسي الذي يُفترض أنه أصبح خبيرًا بالشأن اللبناني، فبدل أن يذهب الى ممارسة الدور المنوط به كسفير يمارس الدبلوماسية في مقاربة الأمور، ويحترم الآراء المختلفة بحكم عمله في مجتمع أدمن الحرية، فإذا به ينزلق الى أمور أبعد تفقده رصانته وتتعارض مع سياسة المملكة التي بدأت منذ سنتين سياسة انفتاح كبيرة بقيادة الأمير محمد بن سلمان.

وازاء ما تقدّم، لا يمكن أن يُفهم كيف تترك السعودية التي أصبحت اليوم مثالاً يحتذى به في الانفتاح والتقدم، دبلوماسيتها في أيدي هواة "يحردون" ويحرّضون وينتقمون؟

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة