المحلية

الاثنين 09 كانون الثاني 2023 - 01:43

مسيّرات إيران... نسفت التسوية

مسيّرات إيران... نسفت التسوية

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

غابت الحركة السياسية بشكل واضح بفعل فترة الأعياد، وبالتالي، ووفق المعلومات، فإن هذا الغياب أو حصول خرق ما على خطّ الحوار أو الإستحقاق الرئاسي، إنما مردّه يعود إلى عدم امتلاك أي طرف ورقة سياسية جدّية يمكنه الإمساك بها والمناورة من خلالها، وبمعنى أوضح، وخلافاً لما يُشَيِّعه البعض عن ضرورة لبننة الإستحقاق، ليس ثمة مكوّن سياسي يدرك ما يجري في المنطقة والعالم من تحوّلات، إذ هناك معلومات عن اتصالات جرت خليجياً وسورياً، ولكنها لم تؤدِ إلى أي معطى يمكن البناء عليه لانعكاسه على الواقع اللبناني المأزوم، ولا سيما الإستحقاق الرئاسي، لأن الجميع يراهن على معادلة السين ـ سين، والألف ـ سين، بمعنى أن ذلك من شأنه أن يقرّب المسافات بين الأطراف اللبنانية، وبالمحصلة يكون منطلقاً لانتخاب الرئيس كما جرى في تسوية "الدوحة"، وفي محطات مماثلة رئاسياً وحكومياً.

وتقرّ المعلومات، بأن هذه الخطوات كانت على قاب قوسين من تحقيق نتائج إيجابية ومتقدمة جداً، بعد الصراع الطويل من سوريا إلى اليمن والعراق، ولكن أزمة المسيّرات الإيرانية التي أرسلت إلى روسيا، أعادت الأمور إلى المربع الأول نتيجة تفاعل الصراع الأميركي ـ الإيراني، ودعوة الكونغرس الأميركي والإدارة الأميركية إلى اتخاذ عقوبات صارمة على إيران، وهذا ما ترك تداعياته على الشأن الداخلي، لا سيما وأن لبنان يتلقى الضربات والصدمات نتيجة أي حروب أو صراعات في المنطقة، نظراً لارتباطه بسياسة المحاور وتصفية الحسابات الدولية والإقليمية.

وتشير المعلومات المستقاة من الجهات المتابعة لمسار الوضعين الإقليمي والدولي، إلى أن لبنان ليس متروكاً في هذه المرحلة، ولكن المؤكد أنه ليس أولوية بعد التصعيد السياسي والميداني بين روسيا وأوكرانيا، وعلى الخط الإيراني ـ السوري، وما الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مطار دمشق وفي شمال سوريا، وكل ما يجري من مواجهات ميدانية، إلا المؤشّر على أنها تدخل في إطار الرسائل الدولية باتجاه إيران وسوريا،

وهذا الإشتباك السياسي والعسكري يخلّف ارتدادات على الداخل اللبناني، ويعيق أيضاً أي توافق داخلي، وحتى دولي لإنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذ دون هذا الغطاء من عواصم القرار وبتوافق إقليمي، فذلك يعني أن الأمور في لبنان ستبقى على ما هي عليه من أزمات سياسية ودستورية واقتصادية، بدليل أن فرنسا المولجة بالملف اللبناني، والتي لديها علاقات وصداقات مع طهران، دخلت هي الأخرى في صراع مع إيران على خلفية المسيّرات الإيرانية إلى روسيا وأمور أخرى، الأمر الذي فاقم من المساعي التي كانت جارية لحصول اتفاق دولي ـ إقليمي لإنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد.

وأخيراً، وإزاء هذه الأوضاع الضبابية المحيطة بالداخل وبالوضعين الإقليمي والدولي، فإن لبنان يبقى الحلقة الأضعف أمام مجريات أي تطوّر قد يأتي من الخارج، ممّا يرفع من منسوب الإنهيار المحلي، ولا سيما إقتصادياً ومالياً وعلى كافة الأصعدة بانتظار الإنفراج ولو جزئياً على خطّ العلاقات الدولية ـ الإقليمية، وتحديداً ما يرتبط بالحرب الروسية ـ الأوكرانية.

ولهذه الغاية، فالمعلومات التي تتقاطع داخلياً بين معظم المكوّنات السياسية، تصب في خانة الخروج من هذا الجدار المسدود، وحيث الجميع مأزوم، ما يعني ونتيجة هذه التطورات والمخاوف، فالبوصلة من الجميع تتّجه إلى انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، وعندها يكون الجميع بحلّ من دعم هذا المرشح وذاك على اعتبار أنه ليس بوسع أي طرف أن يتحمّل الإنهيار الشامل في البلد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة