المحلية

الخميس 12 كانون الثاني 2023 - 03:24

عرّاب "الطائف"... حسين الحسيني يغيب في أحلك الظروف

عرّاب "الطائف"... حسين الحسيني يغيب في أحلك الظروف

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد

خسر اتفاق الطائف حافظ نصوصه ومحاضره ونقاشاته السرّية، والتي كان قد قال في مجلس خاص، أنه يرفض نشرها "لأنها ربما تعيد الحرب الأهلية إلى لبنان"، كونها تضمّنت مناقشات حادة اتّسمت بالبعد الطائفي المتشنّج الذي كان سائداً يومها. هذا هو حسين الحسيني الخائف دائماً على لبنان واللبنانيين، وهو لم يكن يرى أي حلّ لأزمة لبنان إلا بتطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً. فوثيقة "الوفاق الوطني"، كما يقول، باتت دستور لبنان، وعلى كل الأطراف التي شاركت في إقرارها، أو غابت واعترضت عليها، أن تحترمها وتلتزم بها، وليس أن تتعامل معها باستنسابية ومزاجية، ومن زاوية حساباتها الخاصة ومصالحها الضيّقة.

في لحظة دقيقة تتعدّد فيها التفسيرات والإجتهادات للدستور، وفي أحلك الظروف التي تعصف بلبنان، غاب "الأب الروحي" للدستور، وإن كانت مواقفه ومقارباته للنصوص الخلافية اليوم واضحة، وقد كرّرها في إطلالاته ومقابلاته الصحافية، وعرضها أمام زوّاره، وأبرزها أنها تركّز على تعزيز دور المؤسّسات الدستورية، وليس الأشخاص القيّمين على هذه المؤسّسات.
في حرب الصلاحيات بين الرؤساء، والتفسيرات النيابية المتضاربة لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، تفتقد الساحة الداخلية إجتهادات وتفسيرات الرئيس الحسيني، المتمسّك على الدوام بالنصّ الدستوري.

مع غيابه، يخسر لبنان قامة وطنية ودستورية معتدلة، ترفض كل عمليات الإلتفاف على القانون وعلى الدستور، والفراغ في سدّة الرئاسة الأولى، كما ترفض المحاصصة الطائفية للمؤسّسات، فالرئيس الحسيني تمسّك على الدوام باتفاق الطائف، وكان يؤكد أن ما من بديل عن تطبيقه، لأن ضربه، يعني مخالفة القوانين والعودة إلى الوراء وضرب الإستقرار في البلد.
قد يكون الرئيس الحسيني، انسحب لظروف معيّنة في حينه، من الحياة السياسية منذ سنوات عدة، لكنه استمرّ كشاهد ومراقب على الإنقلاب على الدستور وعلى الطائف، الذي بات أمراً واقعاً يعيشه البلد، بعد أن تحوّل الدستور إلى "وجهة نظر"، وباتت نصوصه مادة تُستخدَم في الصراعات السياسية الداخلية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة