"ليبانون ديبايت"
من جهة أخرى، كان رئيس حزب "القوات" سمير جعجع يعمِّق خلال ظهوره الإعلامي مساء الأحد منطق "القطيعة السياسية" مع فرنسا إيمانويل ماكرون، وذهب في المواجهة إلى مستويات غير معهودة في العلاقة التي تجمع تاريخياً القوى المسيحية السياسية بـ"الأم الحنون"، كاتهامها مثلاً أنها ترعى "حزب الله"، وتتقاسم معه المصالح الإقتصادية، ما يصبّ في خانة "الوشاية" بالدور الفرنسي أمام الأميركيين، وإعادة تذكير الخليجيين أن الفرنسيين يتعاملون مع الحزب الذي صنّفوه "إرهابياً"، ما يرتب تداعيات على سياسة معراب. كل ذلك يعني أن المبادرة التي قادتها السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو باتجاه جعجع سقطت وانتهت. الأمر ذاته بالنسبة إلى الموقف السعودي في بيروت.
ففي أعقاب هجوم "القوات اللبنانية" على "المبادرة الفرنسية" في ركنها المتعلِّق بتسوية سليمان فرنجية ـ نواف سلام، كانت تظن باريس، وطبقاً لما وردها من معطيات، أن معراب تتكاتف مع الرياض، أو أنها تتولى تأدية أدوار بالنيابة عنها أو تصبّ في مصلحتها، قبل أن يتأكد لديها أن "القوات" تنطلق من قراءة ذاتية للمسار وهي تعي جيداً إحتمال إنضاج تفاهم مع السعودية يعود عليها بضرر سياسي، وهو ما تسعى إلى تجنّبه من خلال المبادرة إلى الهجوم على فرنسا كنوع من إيصال الرسائل الساخنة إلى الرياض.
وفي الحقيقة، ما يُنقل عن نواب قواتيين يعزِّز فرضية أن معراب ذاهبة إلى مواجهة تسوية فرنجية، بما في ذلك الوقوف في مواجهة السعودية في حال مالت كلياً باتجاه هذا الخيار، وهو ما يحاول السفير السعودي في بيروت وليد البخاري تداركه من خلال محاولته المستجدة لتهدئة "شريكه" سمير جعجع، المقبل على "عقاب سعودي" في حال تمادى.
ولأخذ العلم، فإن ما نُقل مؤخراً عن لسان مسؤولين سعوديين معنيين في الشأن اللبناني، صبّ في مدار الإنزعاج من خطوات "القوات اللبنانية" التي لا تخدم الإستقرار المطلوب في لبنان خلال هذه المرحلة، وتتعمّد إقحام الرياض في تباين في وجهات النظر مع باريس.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News