"ليبانون ديبايت" - فادي عيد
يبدو أن ما بعد لقاء الإيليزيه بالأمس بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمير محمد بن سلمان، ليس كما قبله على صعيد الملف اللبناني، وتحديداً ملف الإنتخابات الرئاسية، وعلى هذه الخلفية، لن يقدم أي طرف سياسي على كشف أوراقه لجلسة انتخاب الرئيس الـ 13، قبل معرفة ما أفضى إليه هذا اللقاء. ولكن في مقلبٍ آخر، بدأت تظهر على الساحة الداخلية جملة مواقف ومتغيّرات بفعل ما حقّقته جلسة الأربعاء الماضي، وبمعنى آخر، ثمة اصطفافات جديدة قد تظهر صورتها في الأيام المقبلة، وفي صلبها زيارة متوقّعة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، ونجله رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور إلى عين التينة، بعدما قيل الكثير حول العلاقة بين الحليفين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وجنبلاط، وتكشف المعلومات، أن الدوائر الضيقة لدى الطرفين لن تتفاجأ، باعتبار أن التواصل والتنسيق لم يتوقف، لا بل يحكى عن أمور كثيرة جرت دون الدخول في تفاصيلها، تؤكد على كيفية تدوير الزوايا بين بري وجنبلاط.
والسؤال المطروح، هل انتهى مفعول دعم جنبلاط و"اللقاء الديمقراطي" لترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور؟ هنا، لم يشأ أي نائب في "اللقاء الديمقراطي" أو أي من المحازبين الإشتراكيين الخوض في هذه المسألة، في ضوء أجواء توحي بأن نواب "اللقاء" لا يرغبون بالحديث عن هذا الوضع، أو ما بعد جلسة الأربعاء الفائت، بدليل صمتهم فور انتهائها، فيما كُلِّف أمين سر التكتل النائب هادي أبو الحسن، بتوضيح ما أثير حول عدم اقتراع نواب "اللقاء" بأكملهم لأزعور، فأكد أنه تمّ الإلتزام من قبل النواب الثمانية.
وفي هذا الإطار، كشفت المعلومات، أن هناك تطوراً ما، قد يحدث على صعيد الموقف الجنبلاطي من الإنتخابات الرئاسية، مع أرجحية عدم السير بأزعور، أو التوجّه لانتخاب فرنجية، بل أن هناك استحقاقاً إنتخابياً داخل الحزب التقدمي الإشتراكي ورئيس جديد خلفاً لوليد جنبلاط، ومن الطبيعي هو نجله تيمور. وعلى هذه الخلفية عُلم أن بياناً شاملاً وكلمةً مهمة لجنبلاط الأب سيلقيها في هذا الإستحقاق، وبالتالي، فإن رئيس الحزب التقدمي، ورئيس "اللقاء الديمقراطي" يترّقبان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، للإطلاع على ما تمّ التوافق عليه بين الرئيس الفرنسي ماكرون، وولي العهد السعودي، لذا سينتظر سيد المختارة ما بعد لقاء الإيليزيه إذا ما كان هناك من تسوية رئاسية، وبمعنى أوضح لن يقدم على أي خطوة قبل أن تتبلور هذه العناوين مجتمعة، ولكن لن يكون هناك حماسة مفرطة، أو حتى ربما متابعة انتخاب أزعور، في ظل قراءة جنبلاط لمسار الجولة الأولى من المعركة الإنتخابية، والمرسومة بعناية فائقة، خلافاً لكل ما قيل، لا يريد أن ينهي حياته السياسية على خلاف مع صديقه الرئيس بري، أو أن يُورِّث نجله رئاسة الحزب في ظل هكذا خلاف، ودون الدخول في أي صدام أو خلاف مع الثنائي المسيحي، أي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، إذ يلاحظ غياب اللقاءات والتنسيق مع هذين الفريقين، على الرغم من تقاطع الحزب و"اللقاء الديمقراطي" مع المعارضة على دعم الوزير أزعور.
وأخيراً، يستدل، ومن خلال هذه الأجواء والمعطيات، أن جلسة انتخاب الرئيس المتوقعة في أي توقيت لن تُحسَم قبل اتضاح مشهدية الإيليزيه، فيما المؤكد أن هناك اصطفافات نيابية جديدة وتبدّل في المواقف، ربطاً بأجواء الجلسة الأولى وكل ما واكبها، وقد يكون جنبلاط التقط إشارات حيال ما أحاط بهذه الجلسة، وما أدّت إليه من نتائج.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News