تشير المعلومات والمعطيات إلى أن حضور البعض من القوى المسيحية الجلسة التشريعية، ومقاطعة البعض الآخر،وكل ما حدث في الساعات الماضية منها زيارة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل إلى قطر،كل ذلك يصب في خانة تغيير المشهد الرئاسي، بمعنى أن هناك أجواء، وفق معلومات مؤكدة، تتحدث عن ارتفاع أسهم الخيار الثالث، وتبدّل مواقف البعض، وتحديداً ممّن اقترع للوزير السابق جهاد أزعور. وثمة تقاطع جديد سيظهر ما بعد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، والتي ستكون مفصلية بامتياز، لكنها ليست حاسمة على صعيد اقتراب موعد إنضاج التسوية، وانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.
وفي هذا السياق، فإن المعلومات تشير إلى أن بعض رؤساء الكتل النيابية والمراجع السياسية، تبلغوا من السفارة الفرنسية موعد العشاء ولقاءاتهم مع لودريان، وبناء عليه فإن المواقف التي أكدت الإستمرار بدعم أزعور من قبل قوى سياسية وحزبية معينة، تراجعت في الساعات الماضية بانتظار ما سيقوله الموفد الفرنسي.
وقد وصلت أيضاً إشارات للبعض من أصدقاء مشتركين في فرنسا، حول ما يتعلق بالخيار الرئاسي والحراك الفاعل الذي جرى على خط باريس ـ الرياض، والسعودية ـ إيران وما بينهما، إلى الزيارة الخاطفة لباسيل إلى قطر، التي حملت الكثير من التفسيرات، لكنها تدلّ في الدرجة الأولى على أن الخيار الثالث بدأ يشقّ طريقه. لذلك، فإن الدلالات التي تمخّضت حول الجلسة التشريعية بمن شارك وقاطع هي إشارات رئاسية، وقد أراد الرئيس نبيه بري من خلال تحديدها قبل زيارة لودريان بيومين، توجيه أكثر من رسالة، بمعنى صحيح أن البند الذي استوجب انعقادها أساسي ويتعلّق بشؤون الناس ورواتب القطاع العام، لكن خلفياتها الرئاسية واضحة المعالم، لما انطوت عليه من أكثر من إشارة أراد بري أن يوجّهها للبعض بعد جلسة 14 حزيران،ولكل ما رافقها من أرقام وسواها.
ولذا، ثمة معلومات أخرى، تشير إلى أن أحدى المرجعيات السياسية أفضى أمام زواره بأن زيارة لودريان لا يمكن وصفها بالعادية أو الهامشية، أو أنها للإطلاع على وجهة نظر المسؤولين اللبنانيين فقط، بل أن خرقاً حصل في الموقف السعودي ـ الفرنسي وتقاطع مع الولايات المتحدة الأميركية، وأُبلغ إلى المسؤولين الإيرانيين عبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إذ لا يمكن لأي حلول أو تسوية أن تبصر النور دون إجماع وتوافق كافة القوى الإقليمية والدولية، الذين لهم دور وحضور على الساحة اللبنانية. واعتبر المرجع المذكور أمام زواره، أن التسوية وحدها هي الحل في هذه المرحلة، وبناء عليه تبلّغ بأن الفرنسيين راجعوا كل ما قاموا به في المراحل الماضية من أجل الوصول إلى الصيغة التي كانت تعتمد في كل التسويات بعد الحروب والتي عصفت بالبلد وخلال كل الأزمات، أي وفق صيغة « لا غالب ولا مغلوب».
وفي هذا الإطار، ينقل بأن التهدئة التي ظهرت في الساعات الماضية على خط المواقف لكافة القوى السياسية والحزبية، وغياب الأحاديث الرئاسية والسيناريوهات التي كانت موضع تداول، مردّه إلى أن الكثيرين التقطوا الإشارات الآتية من باريس، وفي طليعتهم المرجعيات السياسية الأساسية التي تدرك بأنه لا مناص في النهاية إلا بالوصول إلى حلول وتوافق، مهما قدّم البعض من تنازلات وتراجع عن مواقفه.
لذا، لا يمكن إلا أن تشهد الساحة اللبنانية خلال الأسبوعين المقبلين تطورات سياسية كبيرة، ربطاً بالفراغ الرئاسي والأزمات المتراكمة، إذ سيكون لقاء لودريان ـ بري الأبرز والأهم، على اعتبار أن رئيس المجلس هو اليوم مفتاح الإستحقاق الرئاسي، والأساس في إدارة جلسة انتخاب الرئيس وكل ما يحيط بها، وهذا أمر واضح من قبل الحلفاء وحتى الخصوم. وعلى هذه الخلفية، جاءت زيارة السفيرة الفرنسية آن غريو إلى عين التينة قبيل انعقاد جلسة 14 حزيران بيومين، وعلم في هذا الإطار أن التواصل مفتوح بين غريو وبري.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News