"ليبانون ديبايت" - محمد المدني
في وقت لا يزال الشغور مخيِّماً على رأس الدولة اللبنانية، ومع ضياع المرشحين بين من يريد منهم الإنسحاب، ومن لا يزال يؤمن بحظوظه، وبعدما طويت ورقة الوزير السابق جهاد أزعور، وتقلّصت فرص وصول رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى القصر الجمهوري، يظهر من بين الأسماء الرئاسية الصامدة حتى اللحظة، إسم العميد المتقاعد جورج خوري.
يقتضي التساؤل كيف نجح خوري في الحفاظ على اسمه بين الأسماء المتداولة، وهو كان من المرشحين الذين وردوا في لائحة بكركي التي ضمّت أكثر من 10 أسماء. علماً أن خوري ليس ممّن عمل في السياسة والشأن العام بعد انتهاء خدمته في السلك الديبلوماسي.
لمن لا يعرف من هو العميد خوري، إنه الرئيس السابق لفرع مخابرات الجيش في جبل لبنان، ولاحقاً مدير المخابرات في عهد الرئيس ميشال سليمان، تجمعه علاقة صداقة بأحمد بعلبكي مدير مكتب الرئيس نبيه برّي، بالإضافة إلى تواصل وثيق ودائم مع الراحل رستم غزالي أيام الحكم "السوري"، ويقال إنه في إحدى المرات ظل منتظراً وصول غزالي على مفرق "الصياد" قرابة الساعة ونصف.
المعروف عن خوري، الذي شغل منصب سفير لبنان في الفاتيكان بعد فشل إيصاله إلى مركز قيادة الجيش، أنه مقرّب من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والأخير كان قد طرح إسم خوري في الإنتخابات الرئاسية التي سبقت وصول العماد ميشال عون. واليوم أيضاً يعود الراعي ليطرح العميد خوري، ومن غير المفهوم ما سبب هذا الإصرار البطريركي.
يحرص خوري دائماً على لقاء رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، ويقدم له كل ما يلزم من ضمانات وتنازلات تدفع باسيل إلى تبنّيه، كما أن الأخير يتردّد دائماً للقاء مسؤولين في "حزب الله" بواسطة المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي كان خوري رئيسه في الجيش.
ولسخرية القدر، ولمن لا يعرف، فإن خوري يحظى بتأييد النائب اللواء جميل السيّد، الذي كان رئيس خوري في مخابرات الجيش، ولعلّها سابقة أن يتفق اللواءان غير الصديقان على أمر واحد، لكن اتفاق اللواءين هو حكماً لا يشكل عامل ارتياح لدى الرئيس برّي.
ومما جرى تداوله إبان اشتباكات الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد، هو دور غير محدّد إطاره للعميد خوري بشأن فرار أو تهريب رئيس مجموعة "فتح الإسلام" شاكر العبسي، حيث لا تزال علامات الإستفهام مطروحة حتى اليوم بدون جواب دقيق.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News