طوني فرنسيس - نداء الوطن
قترح المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، مدعوماً بالخماسية العربية الدولية، لقاءً تشاورياً للفرقاء اللبنانيين يشبه اللقاء الذي عقده الرئيس ايمانويل ماكرون للفقراء أنفسهم في أعقاب تفجير المرفأ، مع فارق وحيد: كان الهدف من اجتماعات قصر الصنوبر يومها تشكيل حكومة مستقلة من اختصاصيين تنفذ برنامجاً اصلاحياً وتتعهّد التحقيق في التفجير ومحاسبة المتسببين، أما الهدف اليوم فالبحث في مهام رئيس الجمهورية المفترض والاحتكام إلى البرلمان في انتخابه من دون شروط.
مصير حوارات ماكرون والتعهدات التي تلقاها بات معروفاً، لم تولد حكومة المستقلين الاختصاصيين ولم يبصر الإصلاح النور، وعلى العكس ولدت حكومة التمثيل الهجين للقوى نفسها، التي واصلت النهج إياه في إدارة الانهيار العميم والتمتع بمباهجه.!
يختلف مشروع لودريان التشاوري، عن مشروع رئيسه في إنه يأتي منسقاً مع الدول الخمس، فيما كانت مبادرة ماكرون منعزلة إلى حدّ ما عن رؤية الدول المهتمة بالشأن اللبناني، رغم بيانات الدعم والتعاطف. كان ماكرون يريد أن يحقق شيئاً بإسم فرنسا، ففشل، ثم كرر المحاولة عندما أوصل أبرز ضيوفه في قصر الصنوبر بلادهم إلى الشغور الرئاسي، فانفرد في مشروع تبيّن بسرعة أن تحقيقه صعب المنال.
لكن السؤال المشروع بعد اتضاح مهمة لودريان ومشروعه الجديد هو لماذا تأجيل التشاور إلى ايلول اذا كان الهدف التباسط في الآراء حول المهمات الجليلة للرئيس والذهاب فوراً إلى انتخابه؟
هل لأنّ شهر آب هو شهر العطلات والحرارة المرتفعة أم أن هناك ما ينتظره لودريان والخماسية ويفترض أن يتبلور في أيلول وطرفه المبلول؟
حتى يحين أيلول يفترض أن تكون المفاوضات الأميركية - الإيرانية قد وصلت عبر الوسيط القطري إلى نتائج ما، وفي أيلول ايضاً يتوقع عقد الاجتماع الخليجي - الايراني على مستوى وزراء الخارجية في نيويورك للبحث في أمن الخليج واستقرار المنطقة بعد اتفاق بكين.
هل تكمن هذه التطورات المرتقبة في خلفية اختيار أيلول لبتّ الملف الرئاسي اللبناني؟ الأرجح أن العلاقة قائمة، ومن يدري، فالرغبة التي ابداها ناصر كنعاني، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في "المساهمة" بأعمال "الخماسية" من أجل لبنان، ربما دخلت حيّز التنفيذ قبل ظهور طيور أيلول.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News