"ليبانون ديبايت"
معالم خطيرة لمسلسل من الحوادث الأمنية ترتسم عبر الإشكالات المتنقلة التي لا تعبِّر سوى عن حجم التوتر والإحتقان في الشارع، وتضغط على مجمل الواقع الداخلي وتفرض نفسها بقوة على المشهد السياسي، وبالتالي الإستحقاق الرئاسي. وفي هذا السياق، لا يعتبر المحلِّل السياسي ابراهيم ريحان، أن ما حصل في الكحالة من حادثٍ غير مخطّط له، وسيرتدّ على المعادلة السياسية الداخلية، والتي ستحافظ على واقعها من الشغور الرئاسي، خصوصاً وأن الجو العام الداخلي والإقليمي يشهد توتراً، وإن لم يرتقِ إلى مرحلة المواجهة، ولكنه يبقى ملحوظاً، خصوصاً على مستوى العلاقات السعودية ـ الإيرانية.
ويقول المحلِّل ريحان في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، إنه، وعلى الرغم من افتتاح السفارة السعودية في طهران، فإن الرياض أرجأت تعيين سفيرها، بمعنى أن اتفاق بكين مجمّد، حتى تبديد العقبات التي تعترض عودة العلاقات الديبوماسية بين الطرفين، وهي بالدرجة الأولى مسألة اليمن حيث أن الهدنة قائمة، ولكنها لم تتحوّل إلى وقف نار ثابت. وعليه، يتوقع ريحان، دخول الصين، راعية الإتفاق على الخط، كونها الضامن للإتفاق وهي ستحاول تقريب وجهات النظر وتنفيذ اتفاق بكين، فالصين دولة عظمى وعندما ترعى اتفاقاً وتكون هي الضامنة، فلن يكون من مصلحتها أن يتجمّد.
وعن انزلاق لبنان إلى دائرة التوتر الإقليمي، يشير ريحان، إلى أن "الجو اللبناني مرتبط بالإقليم والتجاذبات الحاصلة فيه وفي لبنان، ولذا، فإن الوضع لن يتغير، خصوصاً وأن الملف اللبناني لم يكن قد طُرح بعد بين الرياض وطهران، لأن الأولوية لدى إيران والسعودية كانت استعادة العلاقات الديبلوماسية والتهدئة في اليمن.
وحول انعكاسات هذه المعادلة الإقليمية على الساحة اللبنانية لجهة الملف الرئاسي والأزمات والإنهيار المالي، يقول ريحان، إن ما حصل في الكحالة هو النتيجة الميدانية لهذه المعادلة، ولكن ليس بشكلٍ مباشر وإنما بطريقة غير مباشرة، كونه يظهر مدى الإحتقان لدى كل اللبنانيين، فالإحتكاك حصل بسرعة في الكحالة بعد انقلاب شاحنة ذخيرة تابعة لـ"حزب الله" ومواجهة العناصر المواكبة لها مع أهالي البلدة، وسُجّل إطلاق نار على الفور، وسقط قتيلان، علماً أن ما شهدته البلدة، ليس سوى حادث انقلاب شاحنة، وهو بصرف النظر عن حمولته، فهو ليس مبرّراً للتوتر من قبل عناصر الحزب التي أطلقت النار، وبسرعة، بعد تلاسن مع الأهالي.
ويضيف ريحان، أنه بعد ساعات معدودة على حادثة الكحالة إنتقل التوتر إلى الشياح ـ عين الرمانة، معتبراً أن هذا مؤشر خطير، يدلّ أيضاً على مدى سهولة أن يستثمر أي طرف في مثل هذه الحوادث بسبب الوضع الأمني المتوتر.
وبالتالي، فإن ما يثير المخاوف بعد هذه الحادثة، هو أن يستثمر أي طرف وفي أي منطقة، التوتر في الشارع، خصوصاً وأن ما حصل في الكحالة كان حادثاً ولم يكن مدبّراً، وإطلاق النار حصل في لحظة إرباك ولم يكن مخططاً له أيضاً، وبالتالي، هو حادث سير وأدّى إلى إطلاق نار وسقوط قتيلين، فكيف كان سيكون المشهد لو أن الحادث كان مدبراً؟
ورداً على سؤال عن دور الجيش في لجم الإنزلاق إلى الفتنة، يجزم ريحان، بأن الجيش أنهى المشكلة بأقل قدر ممكن من الخسائر، رغم انتقادات البعض، متسائلاً: هل المطلوب من الجيش أن يطلق النار على الشاحنة وينقل المشكلة من مكانٍ إلى آخر؟ ويؤكد أن وظيفة الجيش هي الحفاظ على الأمن، وهو قام بوظيفته على أكمل وجه، وأنهى الإشكال وصادر حمولة الشاحنة.
وفي خلاصة ما جرى في الكحالة، يتحدث ريحان، عن أن الجيش، وفي أي دولة في العالم، يصادر أي ذخيرة يضبطها، ولكن في لبنان هناك "حساسيات لأن الذخيرة ليست لمجموعة ضعيفة، ولذلك على كل من يصوِّب على الجيش أن يتروّى، وعليه، وبغضّ النظر عن المشهد في الكحالة، وهو غير مقبول، فإن الجيش أنقذ الوضع بحكمة ومسؤولية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News