المحلية

محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت
السبت 12 آب 2023 - 07:59 ليبانون ديبايت
محمد المدني

محمد المدني

ليبانون ديبايت

ضحيّتان جديدتان في الكحالة

ضحيّتان جديدتان في الكحالة

"ليبانون ديبايت" - محمد المدني

فادي بجاني وأحمد قصاص ليسا الوحيدين اللذين سقطا ضحية حادثة "الكحالة" التي كادت تشعل البلاد، وتأخذنا بجولة جديدة من الإقتتال الموسّع الذي يبدو أنه قاب قوسين أو أدنى من الحصول، مع الأسف.

ضحيتان جديدتان سقطتا مع سقوط شاحنة "حزب الله" على "كوع" الكحالة، هما رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون. لكن سقطة الرجلين المذكورين هي سقطة "رئاسية"، لا نتمناها غير ذلك على الإطلاق.

ما حصل في الكحالة يوم الأربعاء، ساهم في تعقيد الملف الرئاسي أكثر ممّا هو معقد، وسيساهم حكماً في تشبّث كل طرف بخياراته الرئاسية، ولو على حساب كل البلاد والعباد.
الثنائي الشيعي و"حزب الله" تحديداً ليس بوارد زعزعة وضعه داخل الدولة اللبنانية، خصوصاً أنه بات يشعر بالخطر عندما يتواجد خارج مناطقه الشعبية، ولسنا بحاجة للتذكير بما حصل في خلدة وشويا وأخيراً في الكحالة.

إن محاولة الاستيلاء على شاحنة سلاح تابعة للحزب، ستجعل منه وحشاً سياسياً لا يحيد عن مطلبه بإيصال مرشّحه سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة، وبما أن الحزب فقد الأمان في الكحالة وغيرها من المناطق، فهو لن يفرّط به في بعبدا، مهما كلف الأمر.

لكن إصرار الحزب على فرنجية، سيقابله رفض شرس ومطلق من قبل المعارضة التي رفعت راية الكحالة عسكرياً وسياسياً ورئاسياً، وبات إيصال فرنجية بحاجة لمعجزة أكبر من معجزة العماد ميشال عون التي تحققت عام 2016، علماً أن عدداً كبيراً من النواب أعلنوا انتقالهم إلى مرحلة جديدة من المواجهة، من يعلم كيف ستكون!

أمّا قائد الجيش فهو الضحية الثانية بعد فرنجية، جوزف عون سقط في اختبار قوى المعارضة التي لطالما غازلته رئاسياً. لم ينجح الجنرال في تفادي شظايا الكحالة ولم ينجح في لعب دور البطل الذي تبحث عنه قوى المعارضة بين أبناء الطائفة المارونية.

كل ما قام به قائد الجيش يوم الأربعاء وبعده لم يعجب أحداً، لا توقيت وصول قواته إلى مكان الحادثة أعجب "حزب الله" ولا أداء عناصره في معالجة الإشكال أعجب المعارضة. فالحزب كان يريد من الجيش معالجة الإشكال بأرضه، إذا صحّ التعبير، والمعارضة كانت تريد منه مواجهة عناصر الحزب وإلقاء القبض عليهم ومصادرة حمولة الشاحنة، لكن الجنرال لم يفعل الأولى ولا الثانية.

وبما أن أيلول لن يحمل معه شيئًا جديداً على المستوى الرئاسي، بات المطلوب فعلاً البحث عن خيار ثالث، لكن كيف سينجح اللقاء الخماسي ومن خلفه بإقناع "حزب الله" بالتخلي عن فرنجية، هذا السؤال نترك جوابه للسنوات القادمة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة