تسعى كييف إلى استعادة المبادرة ميدانيّاً في وجه تحصينات دفاعية روسية صلبة على طول الجبهات، حيث أكدت القوات الأوكرانية أمس تحرير قرية روبوتين بعد أسابيع من المعارك الطاحنة في الجبهة الجنوبية.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار: «حُرّرت روبوتين. قواتنا تتقدّم جنوب شرق روبوتين وجنوب مالا توكماشكا»، وتقع القريتان في منطقة زابوريجيا. وشدّدت على أن «العدو يتكبّد خسائر فادحة في هذه الاتجاهات، لكنه يُحاول تركيز قواته هناك حتى لا يتخلّى عن مواقعه».
ورأى مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن «كلّ شرعية بوتين لدى النخبة الروسية تتمثل بكونه لم يخسر الحرب بعد»، معتبراً أنّه «كلّما فقدت روسيا السيطرة على أراض محتلّة، تراجع الدعم للنظام بشكل أسرع».
ويأمل الأوكرانيون أن تُشكّل هذه الخطوة اندفاعة لهجومهم المضاد الصعب، إذ تُعتبر هذه المنطقة من الجبهة محورية في الهجوم في اتجاه مدينتَي توكماك ثمّ ميليتوبول، بهدف كسر وحدة الأراضي التي تحتلّها روسيا في جنوب البلاد وشرقها مع شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014.
وفي هذا الصدد، أوضح «معهد دراسة الحرب» ومقره في الولايات المتحدة أنّ روسيا «خصّصت قدراً كبيراً من العتاد والجهد والقوى البشرية للحفاظ على المواقع الدفاعية التي تخترقها القوات الأوكرانية حاليّاً». لكنّ كييف تُكافح للحفاظ على خطوطها في مواجهة هجوم قوات روسية في شمال شرق البلاد واستيلائها على أراض. ويكمن الخوف في أن تُرسل موسكو حاليّاً عشرات الآلاف من القوات في هذا الاتجاه لاختراق الجبهة وإجبار أوكرانيا على الابتعاد عن محاور هجومها الرئيسية في الجنوب.
تزامناً، تُحاول أوكرانيا مواصلة الضغط على القادة الروس، لا سيّما من خلال زيادة الهجمات بمسيرات على الأراضي الروسية، ويستهدف بعضها موسكو، وكذلك شبه جزيرة القرم، وهي قاعدة خلفية رئيسية لتزويد القوات الروسية. وزعمت السلطات الروسيّة أمس إحباط هجمات ليليّة شنّتها طائرات مسيّرة أوكرانيّة في منطقتَي موسكو وبريانسك.
إقليميّاً، طالبت وارسو ودول البلطيق بيلاروسيا بطرد مجموعة «فاغنر» المرتزقة الروسية فوراً من البلاد، بحسب وزير الداخلية البولندي ماريوش كامينسكي الذي اعتبر أنّه «ينبغي أن يُغادروا منطقتنا، الأمن الدولي يتطلّب ذلك. ونحن نخشى وقوع حوادث، بما في ذلك حوادث مسلّحة بمشاركة هؤلاء المرتزقة».
وفي ما خصّ قضية الحبوب، انتقد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الدول المجاورة لبلاده لنيّتها الحدّ من واردات الحبوب الأوكرانية، متعهّداً «الدفاع بشراسة» عن حقوق كييف. لكنّه أبدى استعداد بلاده للعمل مع الدول المعنية لإيجاد حلّ لهذه المشكلة، بينما يتوجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قريباً إلى روسيا ليبحث مع نظيره فلاديمير بوتين إحياء الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية، بحسب أنقرة.
إستخباراتيّاً، وجّهت السلطات الروسية اتهامات إلى موظّف روسي سابق في القنصلية الأميركية في أقصى شرق البلاد بنقل معلومات عن النزاع في أوكرانيا إلى ديبلوماسيين أميركيين بشكل مخالف للقانون، في أنشطة سبق وأشارت واشنطن إلى أنها روتينية. كما أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي (أف أس بي) أنه ينوي استجواب ديبلوماسيَّين أميركيَّين في السفارة في موسكو على خلفية القضية، وهو ما يُخالف الأعراف الديبلوماسية.
توازياً، وجّهت السويد اتهامات بالقيام بأنشطة استخباراتية لصالح موسكو للسويدي - الروسي سيرغي سكفورتسوف الذي أوقف العام الماضي في منزله في ستوكهولم اثر عملية دهم لافتة نُفّذت بواسطة مروحيّتَين.
أوروبّياً، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن على الاتحاد أن يستعدّ لضمّ أعضاء جدد بحلول 2030، وذلك خلال مؤتمر في سلوفينيا، فيما تترشّح 5 دول في غرب البلقان (ألبانيا والبوسنة ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وصربيا)، إضافةً إلى أوكرانيا ومولدوفا لعضوية التكتل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News