"ليبانون ديبايت"
يشي التصعيد على جبهة الجنوب بدخول المواجهات مرحلةً جديدة من حيث طبيعة العمليات أو رقعتها، وبتغيير قواعد الإشتباك الذي كَثُر الحديث عنه، وهو مصطلح يعود إلى العام 1996، وفق ما يشير إليه الخبير والمحلل العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب، موضحاً أنه "عندما قامت إسرائيل بعدوان على الساحل اللبناني لجهة الصرفند بعملية "عناقيد الغضب"، كان ينتظرها هناك قتالٌ شرس، فتدخّلت في ذاك الوقت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وجرت صياغة ما يسمّى ب "تفاهم نيسان"، الذي كان برعاية أميركية وفرنسية وسورية".
ويعرض الخبير والمحلل العسكري ملاعب لـ"ليبانون ديبايت"، تطور معادلة "قواعد الإشتباك"، مذكراً بأن "تفاهم نيسان"، قد أقرّ بعدم حصول أية إعتداءات على المدنيين، مع العلم أن "حزب الله" خرج من المعركة، بشكلٍ كرّس نوعاً من الردع للعدو، ثم تمّ تطوير هذا التفاهم عبر تحديد مدى الأسلحة ومدى التدخل بعمق في المعادلة الأمنية.
أمّا اليوم، فيكشف ملاعب أن "التدخل من قبل الحزب بالقصف على مزارع شبعا، كان له هدفان: الأول تذكير العالم بأنه لدينا أراضٍ محتلة، وهذه المقاومة مغطاة شرعياً، ففي آخر بيان وزاري للحكومة اللبنانية والموافق عليه في المجلس النيابي، يقول بتحرير الأراضي المحتلة بأية وسيلة من الوسائل المتوفرة، وهذا تشريع للمقاومة بتحرير الأرض، وبالتالي، فإن تحرير الأرض لا قواعد اشتباك له فهذه أرض محتلة، وبإمكان المقاومة القيام بأي عملية لتحريرها بكافة الوسائل".
ويلفت ملاعب إلى، أن "الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، يقول إن المقاومة تحدث توازن ردع مع إسرائيل، أي أنها تمتلك تقريباً الأسلحة التي تؤمّن حصول توازن الردع هذا، بمعنى التناسب في الوسائل، أي أنه في حال قصفت إسرائيل بالمدافع يُرَدّ عليها بالمدفعية، وإذا استخدمت المسيّرات يحقّ للمقاومة باستخدام المسيّرات".
وبالتالي، يوضح ملاعب، بأن " المقاومة هي محور، وهذا المحور له فيلق القدس، وله قائد إيراني، وهو من يقوم بإرسال الرسائل العسكرية في لبنان، فقد حرّك الحوثيين في اليمن ضد القواعد الأميركية الأربعة في سوريا والعراق، هذا الذي يسمّى وحدة الساحات، واختار ببيانه حول شهداء الحزب، بأنهم شهداء على طريق القدس دعماً للرؤية الإيرانية، في إشارة إلى أن هذا هو فيلق القدس الذي يقوم بمهامه".
وعن دلالات هذا التبدل وانعكاسه على الميدان، يجيب ملاعب بأنه "موضوع صعب وتقوده إيران، وإنما إلى أي مدى سوف يُترجم، من الواضح أنه على المستوى العسكري، فإن إيران تعتمد على أقوى فصيل في هذا المحور، وهو حزب الله، ولذلك شهدنا الإجتماعات العسكرية الأخيرة، لأن أي تطوير عسكري يمكن أن يحصل سيكون في الضاحية الجنوبية بقيادة الحزب، ولذلك نرى هذه الأهمية لكلام السيد نصرالله".
وحول إطلاق إسرائيل مرحلةً جديدة من المواجهات، يجزم ملاعب بهذا الأمر، موضحاً أن "قواعد الإشتباك رسمها الحزب وهي ليست قواعد مكتوبة، ويطمئن أن هذا هو مستوى التدخل فقط، لكن إسرائيل لم تحترم في غزة لا المدنيين ولا المناصب ولا المساجد ولا الكنائس ولا المستشفيات ولا المدارس، ولم تحترم شيئاً، وعندما يتطور الوضع هي لا تحترم على الجبهة الشمالية أي شيء، وتضع خلف ظهرها كل شيء إسمه قواعد الإشتباك، وما شهدناه حتى اليوم، أنها وسّعت نطاقها، لأن لا مواقع ثابتة للحزب في مناطق وجود اليونيفيل والجيش اللبناني".
وبالتالي، يلفت ملاعب، إلى أن "المواجهة تمتد على جبهة مئة كيلومتر من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا، حيث تُنقل الصواريخ إلى أماكن وتُطلق أو مباشرة أو على توقيت، فيما تستهدف إسرائيل كل من يقترب من الحدود وقامت بحرق الأحراج بالقنابل الحارقة، وتقتل كل من يقترب من الحدود، وحتى الآلية التي تقترب، وقد أطلقت الصواريخ على شاب على دراجته، حتى أنها عندما قصفت جبل صافي أي على بعد حوالى عشرين كيلومتراً عن الحدود، قد تكون هناك قاعدة لإطلاق صواريخ، أويمكن أن يكون صاروخ الأرض ـ جو الذي أُطلق على مسيّرة أو على طائرة من قبل الحزب، وهذا ليس تطويراً، لأن إسرائيل تحشد مهمتها أولاً باتجاه غزة، وهي ليست مستعجلة للتعامل مع جبهة الشمال أي مع لبنان، ومن هنا، فإن ما يخيفنا ليس أن يدخل الحزب إلى المعركة، أو يوسّع دائرة العمليات، بل ما يخيفنا، أن تتمكن إسرائيل بحكومتها اليمينة والدعم السياسي والعسكري غير المسبوق الذي تناله، من تنفيذ عدوان على الجنوب اللبناني أو على لبنان".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News