"ليبانون ديبايت"
بانتظار استكمال ظروف وقف إطلاق النار في غزة، فإن انعكاساته على جنوب لبنان لا تبدو ثابتة، في ضوء الشروط المطروحة على طاولة المفاوضات في سياق محاكاة الواقع الميداني في المرحلة المقبلة والتي باتت تُعرف بسيناريوهات اليوم التالي على هذه الجبهة. وبالتزامن مع مواصلة بعض العواصم الأوروبية تذكير رعاياها في لبنان بالحذر وآخرها برلين، لا يمكن إغفال مؤشرات التحذيرات الدولية، عن مدى وحجم الأخطار المحدقة بالساحة الجنوبية.
لكن مصادر ديبلوماسية واسعة الإطلاع، لا تزال تستبعد إلى اليوم، أي خطوة تعزز احتمالات الحرب، وتعزو ذلك إلى أنه من غير المنطقي، وعشية سفر بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لإلقاء خطاب في الكونغرس حيث له أصدقاء وخصوم، أن يُقدم على أي حرب ضد لبنان، مرجحةً أن تستمر حرب الإستنزاف الحالية على الجبهة الجنوبية.
وتقول المصادر الديبلوماسية ل"ليبانون ديبايت"، إن توقعات الخبراء تُفيد بأنه في حال تطورت المواجهات جنوباً، فهي قد تمتد أيضاً إلى سوريا، ولكن من دون أن يعني ذلك أن سيناريوهات هذه الحرب جاهزة، وذلك على الرغم من الحشود العسكرية الموجودة منذ أكثر من شهرين على الحدود، حيث هناك 4 فرق إضافة إلى الألوية.
ومقابل التقارير الواردة عن الإستعدادات الإسرائيلية الميدانية وصولاً إلى تنفيذ تدريب يوم الأحد، يحاكي سيناريو انقطاع الكهرباء في مناطق واسعة واستهداف محطات توليد الكهرباء، تشدد المصادر الديبلوماسية على أن قرار الحرب لا يعود للجيش بل للحكومة الإسرائيلية.
وبالتالي، فإن الضبابية تسود مشهد المفاوضات التي تسير على نار حامية ولكن من دون اي ضمانات بأن تتوقف الحرب في ظل الخلافات حول المرحلة الأولى من اقتراح الرئيس جو بايدين، حيث تتحدث المصادر عن شروط وشروط مضادة وعن خلافٍ حول مدة المرحلة الأولى التي حددها بايدن ب6 اسابيع وتطالب حركة "حماس" بأن تزيد مدتها عن هذه الأسابيع.
وإذا كانت كل الأطراف المعنية لا تريد الحرب، كما تُضيف المصادر، فإن نتنياهو يريدها، ولكن توقيتها غير واضح وهو مرهون بمدى سلوك مشروع التسوية الحدودية طريقه نحو التنفيذ.