إشتباك من دون قواعد!

"ليبانون ديبايت"

لا تشي المناخات التي سادت بعد الخطاب الذي ألقاه الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي أمام مجلسي الشيوخ والنواب، بأن المساعي الهادفة إلى إنهاء الحرب في غزة، والتي تنطلق مجدداً بين "الوسطاء" وبرعاية أميركية في روما، ستدفع باتجاه أي تغيير في المعادلات الميدانية جنوباً، وذلك على الرغم من أن الرشحة إلى رئاسة الجمهورية الأميركية كاملا هاريس قالت بوضوح بأن حرب غزة يجب أن تنتهي.

وتذهب تقديرات أوساط ديبلوماسية نحو الحديث عن مشهدٍ ثابت في هذه الحرب، على الأقل في الأسابيع القليلة المقبلة، ريثما تتبلور الخيارات في الحكومة الإسرائيلية، على وقع النتائج التي عاد بها نتنياهو من واشنطن.

وتكشف هذه الأوساط الديبلوماسية لـ"ليبانون ديبايت"، أن الوقائع المتصلة بالتهدئة أو بالتصعيد وبشكل خاص على جبهة جنوب لبنان المشتعلة بالتهديدات والرسائل "المسيّرة" فوق حقول الغاز في إسرائيل، تندرج في إطار التهديد مع الإستطلاع وتلمّس ردود الفعل على ما حصل من تطورات على خطّ الموقف الأميركي الذي حمله معه نتنياهو، وذلك لجهة الدعم أو وضع خطوط حمر، أمام توسعة الحرب على جبهة جنوب لبنان.

وعلى الرغم من أن المسيّرة التي أسقطها الجيش الإسرائيلي، بقيت "مجهولة" في ظل غياب أي تبنٍ رسمي لها، إلاّ أن الأوساط الديبلوماسية، تضعها في إطار واضح وهو الإعلان عن الجهوزية براً وبحراً وعن عدم وجود أي ضوابط لقواعد الإشتباك، وذلك في حال قرر نتنياهو التأسيس لمرحلة جديدة يبحث فيها عن انتصار في جنوب لبنان.

وفي تقدير الأوساط، فإن المشهد الجنوبي هو على مستوى عال من الترقب المشوب بالحذر، وإنما من دون الإستغراق في التفاؤل، كون الرسالة وصلت إلى من يعنيه الأمر، ومفادها أن تهويل نتنياهو بالحرب، سيقابله تهديد بتوسيع نطاق الضربات لكي تطال مواقع بقيت وبعد 8 اشهر من الحرب خارج دائرة التصعيد.

وبالتالي، تكفي عملية تحليق مسيّرة ولو إستطلاعية فوق حقول الغاز، بتكوين الرد المباشر والميداني على كل التعزيزات والتهديدات الإسرائيلية للجنوب ول"حزب الله"، ما يفتح الباب في القادم من الأيام على سيناريوهات جديدة، تتغير فيها قواعد المواجهة، والتي ستكون هذه المرة متفلتة من أي ضوابط وإذا صح القول من دون ضوابط للإشتباك الذي قد يحصل.