"ليبانون ديبايت"
فيما تنشط الروايات للحرب المرتقبة والتجييش الكبير من مختلف الأطراف بعد الضربات الإسرائيلية المؤلمة التي طالت الضاحية الجنوبية والعاصمة الإيرانية، هدأت المساعي الدبلوماسية للتهدئة بإنتظار الرد الذي أصر عليه كل من حزب الله وايران، بما ينذر أن الأمور قد لا تمر على خير، لكنها بالتأكيد مرتبطة بحجم الرد واستيعابه من إسرائيل.
ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أنه "لا شك أننا في لحظة حرجة ومصيرية وصعبة لأنه بسبب العمليات التي قامت بها إسرائيل وردود الفعل التي صدرت ولها طابع جدي أكبر من أي طابع سياسي، فالقرار الإيراني هو قرار ديني ويتحدث عن الثأر، مما يعني أن القصة "قصة وقت" كما أن حزب الله أكد على الرد الحتمي، وحماس اليوم لن تستطيع الذهاب إلى حوار من أجل تسوية ما بعد اغتيال رئيسها، مما يعني أن عملية إطلاق النار مستبعدة في هذه الفترة وأي تسوية سياسية في الوقت الراهن غير واردة".
والتركيز برأيه اليوم على "كيفية الرد من إيران وحزب الله وحماس على ما حصل ولكن حجمها وردة الفعل الإسرائيلي على الرد غير محسوبة حتى الآن، ومن هذا الباب فإن شركات الطيران التي لديها مسؤوليات وتأمين حيث تمتنع شركات التأمين عن دفع كلفة الاضرار حتى البشرية في زمن الحرب، تضطر إلى أخذ الحذر والاحتياطات في عملية الرحلات إضافة إلى خوف الدول على رعاياها، وهذه إجراءات روتينية معتمدة في ظروف مماثلة".
ويؤكد أننا "أمام مرحلة خطيرة جداً ولكن نتائجها مرهونة بحجم الضربة وبحجم الرد، فهل يتم عملية احتوائها واستيعابها بما يشبه ما حصل في مراحل سابقة أم تتمدد شرارتها حتى تصل إلى مواجهة إقليمية؟ والجواب برأيه أن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات".
أما عن حتمية أن تصل إلى حرب اقليمية، فيعتبر أننا "على أبواب هذا الإحتمال، ويتساءل عما إذا كان ممكناً تفادي الحرب الإقليمية من خلال الاتصالات والمفاوضات التي تحصل، ويرى أن المرحلة صعبة من دون أدنى شك ولكن لا يمكن البناء على مستقبل الأمور بإنتظار ما سينتج عن الرد من رد مقابل".
ولا يغالي بـ"تصوير المرحلة بأنها خطيرة وميالة أكثر إلى توسيع شبكة المواجهة، وقد لا تأخذ طابع إقليمي بمعنى أن يتمكن الأميركي من ضبط الامور إلى حد ما، وإيران تحصر الضربة بإسرائيل، ولكن في النهاية لا يمكن تقدير تداعيات أي عمل عسكري".
وبالنسبة إلى ما حمله وزيري الخارجية والدفاع البريطانيين إلى لبنان، يستبعد أن "يكونا قد حملا تهديدات، فماذا يمكن أن يحملا من تهديدات أكثر من اغتيال قيادي عسكري بهذا المستوى ورئيس حركة حماس في تحد لايران في عقر دارها، وبالتالي التهديدات نُفذّت".
كما يوجّه أبو زيد، سلسلة من التساؤلات حول موقف الغرب في حال إندلعت الحرب فهل سيسير بركب إسرائيل في حرب إقليمية لا أحد يمكن أن يتكهن ما نتائجها؟ هل ستبقى محصورة مع محور المقاومة أم ستدخل الصين وروسيا على الخط؟ فالحرب الإقليمية لها أبعاد عالمية، إلا أن ما يستوجب الوقوف عنده هل يستطيع العالم في ظل الأزمات الإقتصادية أن يدخل في مغامرة كبيرة كهذه؟ ومن هذا المنطلق تبدو الولايات المتحدة حذرة من أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News