"ليبانون ديبايت"
من المؤكد أن الضخّ الإعلامي الإسرائيلي الذي يركز على التهديد بضربة وشيكة للبنان، يأتي بعد حدثين، الأول عسكري، يتمثل بالعمليات التي نفذها "حزب الله" في الساعات ال24 الماضية رداً على استهداف البقاع، والثاني ديبلوماسي، يرتبط بما تمّ كشف النقاب عنه عن رسائل تحذير غربية وعربية لبيروت من تصعيدٍ إسرائيلي واسع، يخفي في طياته، إنذاراً بما سيحمله القادم من الأيام من تطورات عسكرية.
ومع تأكيد الجهوزية على جانبي الجبهة الجنوبية، للحرب التي تقرع طبولها، لا يتوقع المتابعون للتطورات الأخيرة في الميدان الجنوبي، أي ترجمة في المدى المنظور لكل هذه التهديدات الإسرائيلية، التي تتناول " تطوراً عسكرياً وشيكاً على الجبهة الشمالية"، حيث أن ارتفاع وتيرة التهديد الإسرائيلي، لم يعد مقنعاً لعدة أطراف فاعلة، خصوصاً وأن هذه التهديدات تتكرر منذ 8 تشرين الأول الماضي، على إيقاع حركة المفاوضات على التهدئة التي تنطلق وتتعطل رغم الرعاية الأميركية المباشرة لها.
إنطلاقاً من هذه الصورة، ترسم مصادر سياسية مواكبة للحراك الديبلوماسي على خطّ التهدئة، صورةً قاتمة لمشهد المفاوضات حول مقترح الرئيس جو بايدن من أجل الحل في غزة، وتؤكد ل"ليبانون ديبايت"، أن جبهة الجنوب، باتت تستقطب مساحةً واسعة من الحراك الديبلوماسي، كان قد بدأ مع مطلع آب الجاري عبر "الهجمة" التي قام بها أكثر من وزير وموفد غربي وعربي، أجمعوا على التحذير من مخاطر اتساع المواجهة على جبهة الجنوب، في ظل موجة التصعيد الأخيرة التي تترافق مع وصول مفاوضات "سدّ الفجوات" إلى ما يشبه الحائط المسدود ولكن من دون أن تنهار بشكل كلي.
ووفق هذه المصادر، فإن ما يعرضه الوسيط الأميركي، ما زال في نطاق "الوعود" حول صورة الوضع في غزة مع بدء الهدنة، مقابل رفضٍ مصري وفلسطيني للصفقة المطروحة، ما يجعل من أي تكهنات حول مصير هذه المفاوضات، بالغة الصعوبة في الوقت الحالي.
وفي ضوء هذا الإنسداد، تكشف هذه المصادر عن ترجمة هذه التطورات بشكلٍ دراماتيكي على جبهة جنوب لبنان، حيث برزت مؤشرات واضحة على التصعيد، في خطوة إسرائيلية للضغط مجدداً على كل الأطراف المعنية في المنطقة، عبر الدفع نحو مواجهة أو معركة تسبق تسويةً حدودية يضغط بنيامين نتنياهو للتوصل إليها كبديلٍ عن تسوية وقف الحرب في غزة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News