الصورة النمطيّة للإنتخابات... المجلس الدرزي مهّد للنتائج قبل صدورها!

"ليبانون ديبايت"

لن يتغيّر المشهد كثيراً مساء غد الأحد بعد أنْ تُقفل مراكز الإقتراع لإختيار أعضاء جدد للمجلس المذهبي الدرزي، حيثُ سيتكرّر مشهد الإنتخابات التي أجراها الحزب التقدمي الإشتراكي في مؤتمره العام الأخير، إلّا أنّ الإنتخابات الداخلية للحزب تختلف إلى حدّ ما عن إنتخابات المجلس المذهبي.

فالإنتخابات اليوم تجري وسط أجواء مختلفة إلى حد ما عن الواقع الدرزي السابق حيث كان الحزب الإشتراكي وآل جنبلاط يقبضون على القرار الدرزي برّمته، لكن ما حصل بعد الإنتخابات الأخيرة مع نسبة تصويت مُغاير بلغت 27% وصعود نجم التغييرين داخل البيئة الدرزية شكّل هاجساً لدى آل جنبلاط وغيرهم من الزعامات الدرزية التي رأت أن اللقاء فرصة لتفويت الفرصة على إختراق التغيير للمشهد الكلاسيكي الدرزي، فكان لقاء بيصور الأخير احد أبرز محطات التمهيد لإنتخابات الغد.

وكان اللقاء محاولة لمحاصرة الصوت الآخر من كافة القوى المشاركة في اللقاء لا سيّما بعد الإعتداء على مجدل شمس في الجولان المحتل، وما أعقبه من تباينات في الوسط الدرزي في الموقف من المقاومة وحزب الله.

وقد مهدت الإتصالات التي سبقت الانتخابات وفق معلومات موثوقة عن أن إنتخابات الغد لن تغيّر من الصورة النمطية للمجلس ولكن أريد من الإنتخابات تظهير صورة ديمقراطية داخل البيئة الدرزية لدحض الإتهامات المتكرّرة من الآخرين للحزب التقدمي والعائلات التاريخيّة في الجبل من التحكم بالقرار الدرزي.

وطالت الإتصالات الكثير من العائلات والقوى السياسية داخل القطاعات وتمّ التوافق على عملية ديمقراطية تُحاكي المخاطر التي يتعرّض لها الموحدون الدروز في هذا الوقت العصيب من عمر الأمّة، ومن هنا فإن التوافق بين القوى كان هدفه منع تسلل المعارضين لمفهوم مركزية القرار الدرزي لذا تم التركيز على العائلات الكبرى التي لا يناسبها تشرذم الطائفة في هذه الحقبة المصيرية.

وأوحى فتح باب الترشح أمام جميع بأن المسألة ديمقراطية بحت، ولكن ذيّلها بكلمة المستحقين للترشح وفق القانون.

وإنتتخابات المجلس المذهبي تجري لإختيار ممثلين للمناطق الدرزية في لبنان، إضافة إلى ممثلين عن الهيئات الدينية وممثلين عن القطاعات المهنية الأساسية. وكانت أعمال لجنة الإشراف على الإنتخابات إنطلقت في تموز الماضي، بناءً على قرار شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى، إستنادًا إلى المادة السادسة عشرة من قانون تنظيم شؤون الطائفة، حيث صدر القرار في الجريدة الرسمية بتاريخ 6/12/2024.

وسيعقب اليوم الإنتخابي الذي ينتهي عند السادسة مساءً مؤتمر صحافي للجنة المكلفة الإشراف على الإنتخابات، في مركزها في بيروت.

وتفتح مراكز الإقتراع أبوابها إبتداءً من الساعة الثامنة صباح الأحد حتى السادسة مساء، في كل من ثانوية بعقلين الرسمية، متوسطة عاليه الرسمية المختلطة، ثانوية راشيا الرسمية وثانوية رينيه معوض الرسمية في بيروت، على أن تصدر النتائج الساعة العاشرة ليلاً.