"ليبانون ديبايت"
مناخ من التفاؤل الحذر يحيط حتى اللحظة بجولة المفاوضات في القاهرة، من أجل إبرام اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ 11 شهراً في غزة.
وإذا كان وفد من حركة "حماس" وصل إلى القاهرة للإطلاع وليس للمشاركة في المفاوضات التي يجريها الوسطاء، فإن المعطيات والتسريبات، تشير إلى تحولٍ في مسار الإتصالات الهادفة إلى وقف فوري للنار في غزة، لابدّ وأن يترجم تهدئة لجبهة جنوب لبنان. ويكشف أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس والمحلل الدكتور محيي الدين شحيمي، عن تقدم بطيء في تفاصيل المفاوضات، من دون أن يُخفي وجود "الشيطان الدائم في التفاصيل".
"نتساريم وفيلادلفيا أو فيلادلفيا ونتساريم"، عقبتان لا تزالان تتحكّمان بالمفاوضات الجارية بين إسرائيل وحركة "حماس" عبر الوسطاء، كما يؤكد المحلل شحيمي في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، الذي يتحدث عن "عقمٍ في المفاوضات من غير فشل معلل".
ورداً على سؤال حول ما إذا كان تمديد جولة التفاوض هو تأجيل الإعلان عن الفشل، يقول الدكتور شحيمي، إنه " مع كل تلك العقبات واستغلال طاولة المفاوضات من قبل الكيان الإسرائيلي للمماطلة وتضييع الوقت واستغلال الإستمرار في آلة القتل والمحاولة في فرض رسمات متنوعة على الواقع الميداني، إلاّ أنه لا يمكن القول إن هناك فشل صريح لهذه المفاوضات، لأنها مستمرة ومن الممكن أن تحمل في القادم من الأيام، الجديد على الساحة".
وعن انعكاس هذه المناخات على ردي إيران و"حزب الله" على إسرائيل والمجمّدين بانتظار المفاوضات، يؤكد شحيمي أن "الردّين منفصلين عن أي إجراء ومتكاملين في المضمون والمشهدية"، مشيراً إلى "حماسة إلزامية من طرف حزب الله والنظام الإيراني في الردّ، معنوياً لهما ولبيئة محور الممانعة في الدرجة الأولى، ومن أجل المحافظة وترميم قواعد التوازن الإشتباكية اللوجستية الخاصة بهما في الميدان ثانياً".
وبرأي شحيمي، فإن الردّ المنتظر "لن يكسر طبيعة الإسناد والاشغال وحتى لو توسعت، كما لن يسمح بتوفر عوامل الجمع بين جبهات المواجهات في آن، وبالتالي، إن توفر الردّ في المرحلة القادمة، فسيكون رداً في خدمة التوازن الإقليمي في ما بين طرفي النزاع، وهذا ما يُصار إلى بلورته مع تسليف محور الممانعة، من مركزها الأم في طهران إلى أغلب أذرعها في العواصم العربية التي تدور ضمن فلكها، للمجتمع الدولي ولواشنطن بشكل خاص، الإستمهال وأخذ الوقت في الإنتقام الآتي، بحسب وجهة نظرهم، وذلك لخدمة وقف إطلاق النار، حيث العين على اليوم التالي كيفما جاء، من أجل البدء بتقاسم المكتسبات".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News