"ليبانون ديبايت"
لم يعد المشهد الميداني الجنوبي يقتصر على حدود الإسناد والإشغال والدعم لغزة، بعدما بات الإنطباع الثابت على الجبهة الجنوبية بأن لا حلّ أو تهدئة، وفي الوقت نفسه لا اشتعال ولا حرب. فالمواجهة مستمرة وفق قواعد اشتباك "متفلّتة" جغرافياً وقد سقطت فيها الخطوط الحمر، على الأقل حتى اللحظة.
إلاّ أن هذا الترقّب الحذر الذي يسود الجنوب منذ يوم الأحد الماضي، والذي لم تغب فيه الإعتداءات والإستهدافات التي طاولت البقاع، لم يُقنع واشنطن التي ما زالت تحذّر من انقلاب سريع في هذا المشهد، ومن زيادة التعقيدات وتدهور الوضع، وتنصح رعاياها بمغادرة بيروت. وقد قرأت أوساط ديبلوماسية مطلعة، في هذه التحذيرات دلالةً على دوران مفاوضات وقف الحرب في غزة، بحلقة مفرغة وبالتالي، غياب أي أفق للحل في موعدٍ قريب.
وإذا كان التحذير الأميركي "روتيني"، كما تقول المصادر الديبلوماسية ل"ليبانون ديبايت"، فهو يعكس في الوقت نفسه، طبيعة المقاربة الأميركية والتقييم والمعيارية الأمنية للرعاية، خصوصاً وأنه يتكرّر منذ تشرين الأول الماضي من قبل سفارة الولايات المتحدة الأميركية، وغيرها من السفارات في لبنان.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الوضع الميداني جنوباً قد عاد إلى ما قبل استهداف القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر، تكشف المصادر الديبلوماسية، عن معادلة "لا حلّ ولا استقرار" في المرحلة المقبلة، وإن كانت تتحدث عن قواعد اشتباك "مطّاطة" و"غير فاعلة"، سيّما وأن الردّ الإيراني، لم ينفّذ حتى الآن، نتيجة التروّي والإستمهال من قبل طهران، وذلك بغية تزخيم الكواليس الدائرة، حتى ولو لم تكن ناضجة للتوصل إلى حل.
وعن احتمال انقلاب المشهد لدى حلول الردّ الإيراني، تجزم المصادر نفسها، بأن الحل في مفاوضات قطر المرتقبة بعد القاهرة، قد يتمّ في أي لحظة، وكذلك الرد الإيراني، ولكنه لن يؤدي إلى حرب شاملة أو يسعّر الأجواء في المنطقة.
وممّا تقدم، تتابع المصادر، يواصل المسؤولون الإيرانيون التأكيد على أن رد طهران آتٍ على اغتيال اسماعيل هنية، ولكن لن يُنفذ أي إجراء ميداني من شأنه تطيير طاولات المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية أولاً، وطاولة المفاوضات حول حرب غزة ما بين القاهرة والدوحة ثانياً.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News