الهجوم الإسرائيلي على إيران... مخرج دبلوماسي للطرفين!

في السادس والعشرين من تشرين الأول، شنت طائرات حربية إسرائيلية هجومًا على أهداف عسكرية في عمق الأراضي الإيرانية، لكن حدة الهجوم جاءت أقل مما كان متوقعًا، مما يوفر فرصة للبلدين لتجنب التصعيد. جاء ذلك بعد أسابيع من الحديث عن إمكانية استهداف إسرائيل للمنشآت النووية أو النفطية الإيرانية عقب الهجوم الإيراني على إسرائيل في الأول من تشرين الأول.

وأفادت التقارير أنه منذ الساعات الأولى من صباح 26 تشرين الأول، سُمعت انفجارات قوية في محيط طهران، حيث قلل التلفزيون الحكومي الإيراني من حجم الهجوم. ونقلت بعض القنوات المؤيدة للحرس الثوري الإيراني انتقادات لاذعة للخطوة الإسرائيلية، معتبرة أن الهجوم كان "مخيبا للآمال".

وتعرضت إسرائيل لضغوط من الولايات المتحدة ودول الخليج لتجنب تصعيد الصراع، حيث أشار البنتاغون إلى أنه كان على علم مسبق بخطط الهجوم، ولكنه لم يشارك فيه.

وأوضح علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، أن نطاق الهجوم الإسرائيلي كان محدودًا، مما يوفر مخرجًا للجانبين.

كما أضاف مايكل هورويتز، رئيس الاستخبارات في شركة الاستشارات الدولية "لو بيك"، أن الضغوط الأميركية قد ساهمت في توجيه إسرائيل نحو تجنب تصعيد الأمور. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن مسؤولين إسرائيليين أفادوا بأن الهجوم كان يهدف إلى تحقيق الردع وتوفير مخرج لإيران.

استهدف الهجوم منشآت إنتاج صواريخ وأنظمة للدفاع الجوي، لكن لم يشمل المنشآت الحساسة مثل النووية أو النفطية، مما ساهم في تخفيف المخاوف من صراع واسع النطاق.

وأعرب المحللون عن أملهم في تراجع حدة التوترات في المنطقة بعد هذه العملية المحدودة، خصوصًا أن دول الخليج كانت قلقة من أي هجوم على البنية التحتية للطاقة في إيران.

وبالرغم من ذلك، اعتبر هورويتز أن الهجوم يمثل أكبر ضربة جوية على إيران منذ الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، محملًا رسالة واضحة حول قدرة إسرائيل على العمل في عمق إيران.

وأكد الجيش الإيراني مقتل جنديين أثناء صد الهجوم، لكن الخبراء اعتبروا أن ذلك لن يؤثر على قرار إيران بشأن الرد.

على الرغم من هذه الأحداث، يشير الخبراء إلى أن إيران قد تختار عدم الرد أو الانتقام بطريقة محدودة، والتي قد تشمل تنفيذ هجمات على إسرائيل من خلال وكلائها، خاصة إذا لم يكن الضرر كبيرًا.