اقليمي ودولي

placeholder

الحرة
الاثنين 28 تشرين الأول 2024 - 19:20 الحرة
placeholder

الحرة

إيران وجماعاتها... هل الاستراتيجية قائمة أم أصبحت عبئًا؟

إيران وجماعاتها... هل الاستراتيجية قائمة أم أصبحت عبئًا؟

تتردد الأصداء عند ذكر اسم إيران في المنطقة، خصوصًا فيما يتعلق بأوضاع أربع دول عربية، حيث ترتسم صورة لعلاقة "استثنائية" مبنية على معادلة خاصة بين الدولة من جهة، وذراع أو جماعات من جهة أخرى. يبتعد هذا النموذج عن الإطار التقليدي الذي يتضمن علاقات دولة مع دولة.

ورغم أن هذه الحالة ليست جديدة، فهي تعود إلى جذور "استراتيجية تصدير الثورة" التي وضعها النظام الإيراني في سبعينيات القرن الماضي. إلا أن الظروف الحالية التي تمر بها طهران تثير تساؤلات جوهرية حول أسباب اعتماد إيران على الجماعات بعيدًا عن الأطر الوطنية، واحتياجاتها لاستمرار هذه العلاقات أمام الضغوط المتزايدة.

قبل يومين، أعلنت إسرائيل عن تنفيذ ضربة جوية على إيران، كرد انتقامي على إطلاق الأخيرة رشقة من الصواريخ البالستية، وهو ما يعد الهجوم الثاني من نوعه. وعلى الرغم من أن الضربة لم تكن متوقعة من حيث شدتها، فقد أشارت تحليلات عبر وسائل الإعلام العبرية إلى أنها يمكن أن تُفهم كـ"بروفة" محتملة لتصعيد أكبر في حال فشلت جهود التفاوض.

يقول الباحث في "معهد الشرق الأوسط"، سمير التقي، إن المواقف الإيرانية بعد الهجوم توحي بأن "إيران انتقلت إلى وضع دفاعي على أراضيها"، مشيرًا إلى خطاب علي خامنئي الذي دعا فيه إلى الدفاع عن البلاد دون ذكر الساحات الأخرى.

تستند رؤية التقي إلى أن إيران "لم تعد قادرة على خوض معارك إقليمية باستخدام أذرعها"، خاصة في ظل الضغوط التي تواجهها، بما في ذلك الضغوط على "حزب الله" في لبنان.

في سوريا، تسيطر إيران على مئات الجماعات، سواء المحلية أو الأجنبية، وزجت بهم في الصراع منذ عام 2012. الأمر ذاته ينطبق على العراق بعد 2003، وكذلك في اليمن حيث يرتبط اسم الحوثيين بشكل وثيق بطهران.

تمكنت إيران من استنساخ هذه الاستراتيجية عبر "حزب الله" في لبنان، حيث تدعم هذه الجماعة على حساب الدولة اللبنانية. ومع ذلك، تجد إيران نفسها في مأزق كبير يتطلب إعادة تقييم استراتيجيتها.

وفقًا لآراش عزيزي، المحاضر في جامعة كليمسون، فإن تفضيل إيران استخدام الجماعات بدلاً من هياكل الدولة مرتبط بمشاريعها الثورية الأيديولوجية. وتعتمد إيران أيضًا على الانقسامات الاجتماعية في المجتمعات لتعزيز نفوذها.

تاريخيًا، استغلت إيران الأزمات الداخلية لتطوير حلفاء ووكلاء، وقد اتبعت هذه الاستراتيجية في لبنان والعراق واليمن. ورغم الضغوط الإسرائيلية، لا يزال من غير المحتمل أن تتخلى إيران عن هذه السياسة طالما تستمر في خدمة مصالحها.

منذ سبتمبر، تعرض "حزب الله" لضغوط عسكرية غير مسبوقة، مما أثر على قيادته وأدخل الحزب في أزمة قد تؤدي إلى انهياره. بينما تبدو إيران غير قادرة على دعم حزب الله بما يكفي لضمان استمراره.

يعتبر التقي أن إيران "فشلت في إثبات قدرتها على الدفاع عن أذرعها"، مستشهدًا بالتحديات التي تواجهها على جبهات عدة. بينما يعتقد الهيتي أن مصير الجماعات مرتبط بمصير إيران ونفوذها في المنطقة.

في المجمل، تبقى العلاقة بين إيران وأذرعها ميؤوس منها، مع ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجيات المعتمدة في مواجهة التحديات التي تعترضها، سواء في لبنان أو العراق أو اليمن.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة