في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، تنظر إسرائيل بعين الأمل إلى فرصة قد تكون سانحة لاستعادة مفقوديها ورفات بعض قتلاها الذين ظلوا في عداد المفقودين لعقود، وذلك في خطوة يأمل الإسرائيليون أن تعيد لهم طيّ تلك الصفحة الأليمة.
وفي هذا السياق، أعربت ناديا كوهين، أرملة إيلي كوهين أشهر جواسيس إسرائيل على الإطلاق، عن تفاؤلها بإمكانية إعادة جثمان زوجها الذي أُعدم في دمشق عام 1965، بعد أن تم دفنه في موقع سري. وقالت ناديا كوهين في تصريحات لموقع Ynet التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت": "منذ أن بدأت الأحداث في سوريا، طلبت من الموساد حل هذه القضية وإعادة إيلي إلى الوطن ليُدفن هناك". وأضافت: "ربما حان الوقت الآن".
وشددت على أن زوجها الذي مرت يوم الجمعة الماضي، الذكرى 100 عام على ولادته، "سيعود عندما يحين الوقت" كما قال بشار الأسد في وقت سابق. وأضافت: "يمكن لما يحدث الآن في سوريا أن يكون لصالحنا"، وأعربت عن أملها أن تسمح الفرصة الحالية بإعادة جثمانه ليُدفن في وطنه، قائلة: "لا أريد أن يبقى جثمانه في سوريا. لا أنساه ولو للحظة، وقد مرت نحو 60 عامًا على إعدامه".
تزامنًا مع هذه التصريحات، تشمل موجة التفاؤل العديد من العائلات الإسرائيلية الأخرى التي تأمل في استعادة رفات أقاربها المفقودين، ومنهم يهودا كاتس وزفيكا فيلدمان، اللذين اختفيا في معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982.
وفي تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قالت شقيقة يهودا كاتس، فريهيا هيمان: "لقد شهدنا مؤخرًا إطلاق سراح سجناء لبنانيين، وهذا يعطي الأمل بأن أخي قد يكون بينهم". وأضافت أنها تشعر بالإحباط من السلطات الإسرائيلية، إذ قالت: "ليس لدي أي ثقة بالدولة. كان التعامل معنا لمدة 43 عامًا كأعداء". وأشارت إلى أنها تتخيل يومًا يمكن أن "تعانق فيه أخي وتبتسم".
من جهتها، أعربت شقيقة زفيكا فيلدمان، عنات فيلدمان، عن شعور مشابه من التفاؤل. وقالت: "الأحداث في سوريا هي فرصة نادرة. ربما يكون زفي في مكان ما". وأضافت أن إطلاق سراح سجناء بعد 50 عامًا من الاحتجاز قد يعيد الأمل إليها، مشددة على ضرورة تحرك السلطات الإسرائيلية لاستعادة شقيقها قائلة: "يجب على الدولة أن تتحرك الآن. إنها مسؤولية وطنية".
من بين المفقودين أيضًا جاي هيفر، الجندي الإسرائيلي الذي اختفى في عام 1997 من قاعدته في مرتفعات الجولان السورية المحتلة. ورغم البحث المكثف عنه خلال الأعوام الماضية، لا يزال مصيره غامضًا، ولا يعرف إذا كان قد أُسر أو قُتل. وقالت والدته: "لقد كانت أعوامًا من الحزن والأمل المتقطع. نعيش على الأمل فقط في أن نراه يومًا ما يعود".
إن التطورات المتسارعة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وما تلاها من تغيرات في خريطة القوى هناك، قد تفتح الباب أمام إسرائيل لتحقيق أملها في استعادة رفات قتلاها ومفقوديها، الذين ظلوا في عداد المفقودين في الأراضي السورية أو اللبنانية لعقود. وقد أسهم سقوط الأسد في تعزيز تفاؤل الأسر الإسرائيلية بأن الأمور قد تصبح أكثر مرونة، لاسيما في ظل تراجع النظام السوري ودوره في المنطقة.
وفي سياق متصل، لمّحت مصادر إسرائيلية إلى أن الموساد قد يضاعف جهوده خلال الفترة المقبلة لإقناع الحكومة السورية الجديدة أو القوى الفاعلة في المنطقة بالسماح بإعادة جثامين الإسرائيليين المفقودين، وهو ما يعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على تصفية هذا الملف الذي يثقل كاهل العديد من العائلات.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News