ليبانون ديبايت
يناقش المحلل الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، انعكاسات الزلزال السوري بعد سقوط نظام الأسد على لبنان، ويتحدث عن تداعيات مباشرة على جنوب لبنان، حيث تستمر إسرائيل في خرق اتفاق وقف النار ومن دون أي اعتبار للموقف الأميركي أو لموقف لجنة المراقبة.
ويعتبر العميد ملاعب في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، أن "كل ما تردد من كلام عن بعض مسؤولي المقاومة ووزرائها حول النصر وإهداء النصر، قد تغيّر بعد ما حصل في سوريا، من استهدافٍ إسرائيلي لمراكز قوة للجيش العربي السوري وتدميرها لإخراج القوة السورية عن مجالات دعم حركات المقاومة".
ويرى ملاعب أن انكفاء "حزب الله" من سوريا وسيطرة قوى لم تُحدد هويتها، وإن كانت من المعارضة، ولكن هي من 18 فصيلاً من المعارضة، ومن الممكن أنها سيطرت على ما يمتلكه الحزب من قدرات في سوريا، وبعد ما فعله جيش الإحتلال بمرتفعات جبل الشيخ والمنطقة العازلة في الجولان، لم يعد هناك كلام عن انتصار المحور الذي كان ظهيراً لما كان ينتظره الحزب".
وبالتالي، يرى ملاعب أنه "لم يعد هناك من محور، وإسرائيل تقوم بتنفيذ ما تريده في الجنوب من دون أن تخشى أي ردة فعل، لأنه كان يمكن أن تكون ردات فعل من الحزب لو لم يحصل ما يحصل في سوريا، مع العلم أن الحزب أثبت أنه يستطيع الرد وقد ذيّل رده برسالة تحذيرية، ولكنه اليوم لا يستطيع الرد".
وعن الجهة التي سترد على الإنتهاكات الإسرائيلية، يرى ملاعب أن "من يستطيع الرد ومن هو موكول بالرد، هو الحكومة اللبنانية، لكن الحكومة اليوم لا تمتلك سوى فن الممكن، وهذا تعبير يختصر كلمة السياسة هي فن الممكن، بمعنى أن تُحسن الحكومة التعاطي مع اللجنة الخماسية وصولاً إلى تحقيق انسحابات كاملة لجيش الإحتلال الإسرائيلي حتى حدود الخط الأزرق، وإذا أحسنت، كان يمكن لو بقي الوضع على ما هو عليه أن تتسلح بقوة المقاومة وتطالب بإحقاق نوع من ترسيم بري يلزم إسرائيل بالانسحاب حتى حدود اتفاقية الهدنة 1949".
فالمشهد في الجنوب، يختصره العميد ملاعب كالآتي: "الإسرائيلي يعربد في سماء لبنان وليس فقط في الجنوب اللبناني، لأن طيرانه الإستطلاعي ومسيراته في أجواء كل لبنان، كما أنه كان من المتوقع عند عدم التحاق الضابط الأميركي الموكل برئاسة اللجنة سريعاً وكذلك الفرنسي، وتأجيل اجتماع اللجنة من الأسبوع الماضي، أن يكون ذلك إفساحاً في المجال لجيش الإحتلال أن يقوم بما بدأه من إنشاء منطقة عازلة شمال الخط الأزرق، ولكن حصل الإجتماع وحضر قائد القيادة المركزية الوسطى إلى قيادة الجيش وأتى وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى المنطقة، من دون أن يشكل هذا رادعاً لتجاوزات جيش الإحتلال".
وإزاء هذا الواقع، لا يُخفي ملاعب الخشية من أن "ينفذ الإسرائيلي ما وعده به الأميركي في ورقة التعهدات، وهو ما قال لبنان بأنه غير ملزم به، أي أنه طالما أن الولايات المتحدة وقعت مع إسرائيل إتفاقات جانبية، لبنان غير شريك فيها، فهذا يعني أنها موافقة على جيش الإحتلال الإسرائيلي، أي أن الوضع مستمر بهذه الطريقة، ومن كان ممكن أن يعترض في لبنان لم يعد يستطيع ذلك فيما الحكومة ليس بيدها إلاّ فن الممكن"!
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News