اقليمي ودولي

placeholder

عربي21
الاثنين 13 كانون الثاني 2025 - 14:52 عربي21
placeholder

عربي21

"الإعلام الغربي شريك في طمس معاناة الفلسطينيين"

"الإعلام الغربي شريك في طمس معاناة الفلسطينيين"

في زمنٍ تتعطش فيه الشعوب للعدالة والمعرفة، يواصل الإعلام الغربي تغطية الأحداث الدولية بمنطق مزدوج يفتقر إلى أدنى مقومات الإنصاف. فعلى الرغم من تاريخه الطويل في صناعة الأخبار وادعائه تبنّي الموضوعية، تبقى تغطيته للصراعات، مثل الحرب على غزة، محكومة بعدسة استعمارية تُكرّس روايات القوى المهيمنة، متجاهلةً معاناة الشعوب المحتلة ومبرّرةً لجرائم الاستعمار.

يُعيد هذا الإعلام إنتاج الظلم بتصوير العدوان كدفاع مشروع، والنضال من أجل التحرر كإرهاب. في غزة تحديدًا، برز هذا التحيّز بوضوح في تبنّي الرواية الإسرائيلية، نزع الإنسانية عن الفلسطينيين، وتجاهل السياق التاريخي والسياسي للقضية الفلسطينية.

منذ اندلاع العدوان على غزة، تظهر آلاف الأمثلة التي تُجسد التحيّز الفج في الإعلام الغربي. فعلى سبيل المثال، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" عنوانًا يقول: "الحرب والأمراض قد تقتل 85 ألف فلسطيني في غزة خلال ستة أشهر". جاء العنوان ببرود تام متجاهلًا أن هذه الكارثة المحتملة نتيجة مباشرة لآلة الحرب الإسرائيلية التي تقصف غزة بلا هوادة، وتحاصرها منذ سنوات. يعكس هذا العنوان محاولة تبرئة الاحتلال وتحييد مسؤوليته عن هذه المأساة.

هذا النهج يعكس كيفية تعامل الإعلام الغربي مع الفلسطينيين كضحايا لسوء الحظ أو الكوارث الطبيعية، في حين يُغفل عن عمد الإشارة إلى أن الكارثة من صنع آلة الحرب الإسرائيلية.

في ظل الإبادة التي تبث مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي، تحاول أغلب وسائل الإعلام الغربية تمييع الحرب، نازعةً الإنسانية عن الفلسطينيين. فقد كشفت دراسة أجراها موقع "أكريميد" أن الصحف الفرنسية مثل "لوباريزيان"، و"لوفيغارو"، و"ليبراسيون"، و"لوموند"، خصصت تغطية محدودة جدًا لمجزرة غزة مقارنة بتغطيتها ليوم السابع من تشرين الأول.

كما أظهرت دراسة لموقع "إنترسيبت" الأميركي، شملت أكثر من ألف مقال في كبرى الصحف الأميركية، منها "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، أن التغطية الإعلامية كانت منحازة لـ"إسرائيل" في الأسابيع الأولى من الحرب.

إضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة لعلماء بيانات، بينهم دانا نجار ويان ليتافا، تحليلاً لـ600 مقال و4000 منشور على موقع "BBC"، أن الإعلام الغربي يتبع نمطًا في التعامل مع وفيات الفلسطينيين والإسرائيليين. ففي حين يُشار إلى الضحايا الإسرائيليين بأسمائهم وعلاقاتهم الاجتماعية مثل "أم"، و"ابن"، و"حفيدة"، يتم استخدام عبارات مثل "150 ماتوا اليوم في غزة" عند الحديث عن الفلسطينيين، مما يُجرّدهم من إنسانيتهم ويحولهم إلى أرقام مجردة.

هذا التفاوت في التغطية الإعلامية يُسهم في ترسيخ الانحياز ويعوق تكوين أي شعور بالتعاطف مع معاناة الفلسطينيين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة