نشرت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مقالاً ينتقد الدعوات للتفاوض مع الولايات المتحدة، معتبرةً أن هذه الدعوات تأتي ضمن محاولات لبث الخوف في المجتمع وفرض خيار زائف بين القبول بالشروط الأميركية للاتفاق النووي أو مواجهة تداعيات داخلية خطيرة.
وكتبت الصحيفة: "ما يُنشر هذه الأيام في الفضاء الإعلامي للبلاد، ولا سيما في الفضاء الافتراضي، بشأن ضرورة التفاوض مع أميركا بأي ثمن، يعتمد على تقنية إخافة الشعب في إطار فرض ثنائية زائفة، وهي إما القبول بالاتفاق النووي الذي تريده أميركا، أو الوقوع في فخ الاتفاق النووي الداخلي وتحويل إيران إلى نسخة سورية".
وأشار التقرير إلى أن النهج الأميركي تجاه إيران ثابت بغض النظر عن هوية الرئيس، حيث تسعى واشنطن دائمًا إلى احتواء إيران دون تقديم أي تنازلات حقيقية أو رفع للعقوبات.
وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة تتعامل مع طاولة المفاوضات كساحة حرب تهدف إلى فرض الاستسلام على إيران، وكتبت: "بما أن المنطلق والهدف لكلا الحزبين الأميركيين بشأن إيران ثابت ومبني على احتواء إيران، فإنه حتى لو لم يكن ترامب رئيساً للولايات المتحدة، فإن دراسة سلوك الأميركيين ونهجهم في التفاوض تُظهر أنهم لم يكونوا يسعون أبداً إلى تقديم تنازلات، حتى بأدنى حد، أو إلى رفع العقوبات، بل كانوا دائماً يعتبرون طاولة المفاوضات ساحة حربٍ وأداةً لتركيع إيران عبر استغلال جميع أساليب الحرب الناعمة والتغلغل".
وفي هذا السياق، خلال خطابه يوم الثلاثاء، هاجم المرشد الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة ووصفها بالخبيثة، لكنه لم يعلن منع التفاوض معها. خامنئي دعا إلى اليقظة عند التفاوض مع واشنطن، وقال خلال لقائه مع مسؤولين إيرانيين وسفراء الدول الإسلامية حول المفاوضات بين طهران وواشنطن: "يجب أن نفتح أعيننا وننتبه جيدًا لمن نواجه ونتعامل ونتحاور معه".
كما دعا إلى عدم الاتفاق سراً قائلاً: "علينا أن ندرك أن وراء الابتسامات الدبلوماسية تختبئ العداوات والأحقاد الدفينة والخبيثة"، وفي الوقت نفسه، أكد خامنئي أن "الإدارة الأميركية تتصدر القوى الاستكبارية والاستعمارية، وهي حكومة تخضع لنفوذ القوى المالية العالمية".
في هذا الصدد، أشار رئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني، عباس عراقجي، إلى انتظار طهران لرؤية مقترح الإدارة الأميركية الجديدة، وأعلن في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" البريطانية، أن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أنه رغم استعداد إيران للاستماع إلى مقترحات الرئيس الأميركي، ترامب، إلا أن الظروف الآن أكثر صعوبة و"تختلف بشكل كبير" مقارنة بالماضي.
طرأت تغييرات مصيرية على السياسة الإقليمية الإيرانية بعد رحيل حليف إيران الأول، الرئيس السوري السابق بشار الأسد، واستلام مهندس عقوبات الحد الأقصى ضد طهران في دورته الرئاسية الأولى، دونالد ترامب، الرئاسة مرة أخرى. حيث بدأت إيران تتحدث عن التفاوض المباشر، وأعلن كل من الرئيس الإيراني الإصلاحي، مسعود بزشكيان، ومستشاره للشؤون الاستراتيجية، والمهندس الإيراني للاتفاق النووي لعام 2015، محمد جواد ظريف، عن استعداد إيران للتفاوض مع أميركا.
وبالتزامن مع ذلك، تصاعدت الخلافات والانتقادات حول التفاوض مع الولايات المتحدة في إيران، وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، في وقت سابق منتقدًا مواقف بعض المسؤولين بشأن التفاوض مع إدارة ترامب: "مواقف الجمهورية الإسلامية في السياسة الخارجية يحددها المرشد الأعلى".
ويبدو أن المرشد خامنئي لم يعلن معارضته التفاوض مع الولايات المتحدة في كلمته أمس، رغم وصفه الولايات المتحدة بـ"الخبيثة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News