أصبح العالم يشهد توترات غير مسبوقة بسبب سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أثارت غضب العديد من الدول. فالعرب في حالة غضب، والدنماركيون في قلق، وكولومبيا اضطرت للتراجع تحت ضغط تهديدات ترامب، بينما يستعد كل من المكسيك وكندا لحرب رسوم جمركية مع الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، أطلقت بكين حربًا تجارية ردًا على قرار ترامب بفرض رسوم بنسبة 10% على المنتجات الصينية. حتى البريطانيون الذين اعتادوا على علاقات دبلوماسية خاصة مع الولايات المتحدة لجأوا إلى دبلوماسيتهم التقليدية لمواجهة هذه التوترات.
مشهد عالمي يبدو فيه الرئيس الأميركي وكأنه ألقى كيسًا من الزجاج المكسور تحت أقدام زعماء الدول التي تعاونت لعقود في إطار النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية. ومع تصاعد الضغط، أصبح من الواضح أن ردود الأفعال على تصريحات ترامب أصبحت يومية، حتى أن رئيس وزراء أستراليا، أنطوني ألبانزي، أعلن رفضه التحدث عن كل تصريحات الرئيس الأميركي، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التعليق يوميًا على ما يقوله ترامب.
نهج ترامب المتسلط تجاه مؤسسات الحكومة الأميركية دفع القادة العالميين للتساؤل عن دور الولايات المتحدة في النظام الدولي بعد الحرب الباردة. ففي حلف الناتو، يواصل ترامب التشكيك في قيمته وتهديده بعدم الدفاع عن الدول الأعضاء التي لا تلتزم بزيادة الإنفاق العسكري. كما قرر ترامب في بداية ولايته الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، مما يهدد بترك الوكالة الدولية بدون أكبر ممول لها.
وفي هذا السياق، حذر الخبراء من أن تصرفات ترامب قد تؤدي إلى تحول دائم في المشهد السياسي العالمي. كما أن قراره بإنهاء هيئة المعونة الأميركية يهدد استقرار الدول الفقيرة التي تعتمد على المساعدات الأميركية. ورغم هذه التحديات، تصر بعض المنظمات، مثل "شبكة نساء كوسوفو"، على الاستمرار في تقديم الدعم للمحتاجين.
ومع إعادة انتخابه، أطلق ترامب فوضى عارمة، حيث تصدر قراراته بسرعة تفوق قدرة الحكومات على مواكبتها. ردود الأفعال الدولية على سياسات ترامب تنوعت، من رفض كولومبيا لتصريحات ترامب بشأن المهاجرين، إلى استجابة السعودية الرافضة لخطة ترامب بشأن غزة، وصولاً إلى رفض الدنمارك خطة ترامب لشراء غرينلاند.
في أوروبا، تعكس القمة الأخيرة في بروكسل مخاوف القادة الأوروبيين من تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على دول الاتحاد الأوروبي، ما يعكس انقسامًا في المواقف الأوروبية. في المقابل، برز دعم بعض القادة اليمينيين المتطرفين في أوروبا لسياسات ترامب، مؤكدين أن القضايا المتعلقة بالهجرة غير الشرعية تشكل نقطة تلاقٍ بين ترامب وأحزاب اليمين الأوروبي.
بذلك، يظل العالم في مواجهة مستمرة مع نهج ترامب المتسلط، الذي يواصل تأزيم العلاقات الدولية، ويترك آثارًا سلبية على التوازنات السياسية والاقتصادية العالمية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News