"كفى تجييشًا"... شمعون: لدى حزب الله عداوة مع مفهوم الدولة

رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار"، النائب كميل شمعون، أن ما تشهده طريق المطار من فوضى منظمة وموجهة عن بعد يتطلب قراءة دقيقة للخلفيات السياسية والغايات التي وراءها، والتي تحمل رسائل مشفرة للعهد الجديد وحكومته الأولى.

وأكد شمعون، في حديث إلى "الأنباء"، أن المسألة تتجاوز قضية الطائرة الإيرانية التي منعت من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، لتكون رسالة قوية من حزب الله تحمل بعدين فوضويين وتخريبيين. الأول يتضمن إظهار قدرة الحزب على تعطيل مسار العهد والحكومة في أي وقت، بينما الثاني يهدف إلى فك الطوق عن طرق تمويله وتسليحه من إيران.

وأضاف شمعون أن أسلوب حزب الله في إرسال الرسائل يعكس عداءه المستمر لمفهوم الدولة والنظام، حيث يثبت من خلال ممارساته أنه فصيل إيراني مسلح مهمته الأساسية هي زراعة الفتن وتهديد الأنظمة في لبنان والمنطقة. وأكد أن أحداث طريق المطار تأتي لتوضح أنه لم يتعظ من أخطائه التي تسببت في هزيمته، وأوصلته إلى الإفلاس المالي والسياسي والمعنوي، مما يهدد بعزله قريبًا ضمن بيئته الحاضنة.

وتطرق شمعون إلى محطات عديدة في مسيرة حزب الله، بدءًا من مشهد القمصان السود، وصولاً إلى اغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري وقيادات قوى 14 آذار، ومرورًا باحتلال بيروت، والاعتصام في الوسط التجاري، وصولًا إلى أحداث الطيونة وعين الرمانة، ومؤخرا قيام الحزب بتسيير موكب الدراجات النارية في شوارع بيروت والمتن. وقال أن هذه المحطات تظهر استمرار الحزب في استغلال شعوره الزائف بالقوة، دون أن يتقبل هزيمته أو تراجع دور داعميه الإيرانيين في لبنان والمنطقة.

وحول محاولات الحزب قطع طريق المطار بواسطة مناصريه، أشار شمعون إلى أن هذه التصرفات تشكل تعديًا صارخًا على الدولة وسيادتها، بالإضافة إلى تهديدها للسلطات السياسية والأمنية المحلية، وللقوانين الدولية. كما شدد على أن هذه الأفعال تزيد من حجم الرفض المحلي لسياسته وأفعاله، وتساهم في تجييش المواقف الدولية ضده.

وشدد شمعون على أنه آن الأوان للدولة أن تتخذ خطوات حازمة لاستعادة هيبتها، بدءًا بملاحقة المخالفين للقوانين وتحويلهم إلى القضاء المختص، وصولًا إلى تفكيك كامل منظومة حزب الله العسكرية في جنوب لبنان وشماله، تنفيذاً للقرار الدولي 1701. كما دعا إلى إعادة تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في القليعات، وإنشاء مطار مدني جديد في مناطق مؤهلة مثل حامات في منطقة البترون.

وفي ختام حديثه، رفض شمعون التصريحات التي زعمت وجود مؤامرة لإلغاء دور الطائفة الشيعية، مشددًا على أن التجارب السابقة أثبتت أن لا أحد يمكنه إلغاء أو التحكم في فريق آخر خارج الأطر الدستورية. وأضاف: "كفى تجييشًا للبيئة الحاضنة، وكفى محاولات يائسة للإبقاء على الوضع القائم. قطار بناء الدولة قد انطلق، وعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء".