اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الخميس 24 نيسان 2025 - 07:32 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

رسائلٌ صامتة... إسرائيل تقلّص حضورها في جنازة البابا فرنسيس

رسائلٌ صامتة... إسرائيل تقلّص حضورها في جنازة البابا فرنسيس

تغيب الشخصيات السياسية البارزة من إسرائيل عن مراسم تشييع البابا فرنسيس، التي ستُقام يوم السبت في الفاتيكان، إذ أعلنت تل أبيب أن تمثيلها سيقتصر على السفير الإسرائيلي لدى الكرسي الرسولي، يارون سايدمان، ما اعتُبر مؤشراً واضحاً على عمق التوتر في العلاقات بين الجانبين، خاصة منذ اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول 2023.


وبينما ترسل معظم الدول الكبرى رؤساء أو رؤساء حكومات أو ممثلين من العائلات المالكة لتوديع البابا الراحل، جاء القرار الإسرائيلي بمستوى تمثيل متدنٍ، في وقت يتصاعد فيه التباعد السياسي والدبلوماسي بين إسرائيل والفاتيكان، لا سيّما بعد سلسلة من المواقف المتبادلة المثيرة للجدل.


ويأتي هذا التطور بعد خطوة مثيرة للجدل قامت بها الحكومة الإسرائيلية، حيث حذفت منشور تعزية كانت قد نشرته عقب إعلان وفاة البابا فرنسيس يوم الإثنين. المنشور الذي نُشر على الحساب الرسمي لإسرائيل على منصة "إكس" جاء فيه: "ارقد في سلام أيها البابا فرنسيس. لتكن ذكراه مباركة"، مرفقاً بصورة للبابا خلال زيارته إلى حائط البراق في القدس. لكن المنشور حُذف لاحقاً من دون تقديم تفسير رسمي، فيما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر في وزارة الخارجية قولها إن النشر تم "عن طريق الخطأ".


ورغم أن رئيس إسرائيل، إسحق هرتسوغ، وجّه رسالة تعزية مقتضبة إلى المسيحيين في الأرض المقدسة والعالم، واصفاً البابا الراحل بأنه "رجل ذو إيمان عميق وتعاطف لا حدود له"، إلا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يصدر أي تعليق رسمي حتى ظهر الأربعاء.


ويستحضر هذا التباين في التفاعل الرسمي مشهد عام 2005، حين أرسلت إسرائيل وفداً رفيع المستوى برئاسة رئيسها آنذاك، لحضور جنازة البابا يوحنا بولس الثاني، ما يؤشر على اختلاف جذري في مستوى العلاقات الحالية.


وقال دبلوماسي غربي في الفاتيكان – طلب عدم كشف هويته – إن "الأمر بسيط للغاية.. هذا الانخفاض في مستوى التمثيل يعكس مدى التوتر الحاصل. نأمل أن يتمكن الجانبان من تجاوز الخلافات والخروج من هذه الأزمة معاً".


وفي خلفية هذا التوتر، تقف مواقف متباينة حول الحرب في غزة، إذ عبّر البابا فرنسيس أكثر من مرة عن قلقه من "المعاناة الإنسانية في القطاع"، ووجّه دعوات متكررة لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وهو ما لم يلقَ ترحيباً لدى الأوساط الرسمية في تل أبيب، التي اتهمت بعض تصريحات الفاتيكان بالانحياز.


العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان تمر بفترة حرجة، بعد سنوات من محاولات لبناء جسور تفاهم منذ توقيع الاتفاق الأساسي بين الجانبين عام 1993، والذي اعتُبر محطة بارزة في مسار تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية والكنيسة الكاثوليكية. وقد تعززت تلك العلاقات لاحقاً خلال زيارات متبادلة، من بينها زيارة البابا فرنسيس إلى القدس في 2014، حيث التقى الرئيس الإسرائيلي حينها شمعون بيريز، ودعا إلى السلام و"حل الدولتين".


لكن اندلاع الحرب في غزة في 2023، وما تبعها من مواقف نقدية من الفاتيكان حول الوضع الإنساني، شكّل نقطة تحوّل سلبية في المسار، وجاء غياب التمثيل الرفيع في جنازة البابا ليعكس هذا الواقع المتأزم.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة