اعتبر رجل الأعمال عمر حرفوش، أن كونه لبنانياً هو معاناة وصراع داخلي يومي ينعكس في الموسيقى التي يؤلفها. ورغم هذا الصراع، لم يرفض يوماً جنسيته اللبنانية ولم ينكرها، بل يتعلم يومياً ويسعى لأن يكون إنساناً أفضل.
كلام حرفوش جاء خلال مقابلة أجراها مع "Dubai Tv"، حيث لفت كونه موسيقياً عالمياً أن البيانو كان وما زال صديقه الوحيد الذي لم يتغير في حياته، هو من يمنحنه السلام الداخلي، وهو اللغة التي يعبر بها عن مشاعره وأفكاره من دون الحاجة إلى كلمات.
وأكد أنه "لا يفصل بين الفن والسياسة والعمل الاجتماعي. لم يرد أن يكون "سياسي خدمات" كما هو شائع في لبنان، بل حاول أن ينقل برنامجاً ورسالة للبنانيين الذين يتخبطون في أزماتهم اليومية دون أمل واضح".
وذكر أنه "واجه النقد والافتراء، ودافع عن نفسه فدخل دوامة صعبة. فحين زار طرابلس للعزف، لم تكن لديه نية للانخراط في السياسة. لكن خلال فترة التمرين اكتشف وجود جبل من النفايات التي تنبعث منه الروائح الكريهة، فبادر إلى دعوة خبراء عالميين لإلقاء محاضرات في طرابلس والبرلمان اللبناني، وكانت هذه أول مرة يجتمع فيها البرلمان لمناقشة أزمة بيئية بمبادرة شخصية من حرفوش. وشارك الأمم المتحدة بدورها ووافقت على منحه هبة لإنشاء معمل تدوير نفايات لطرابلس، لكن المفاجأة كانت في الرفض غير المبرر من قبل المعنيين، وقد تجرم حرفوش بحسب قوله تلك الخيبة بمعزوفته "طرابلس" التي خرجت من عمق الألم.
وقال حرفوش : "البيانو أنقذني إنسانياً، فبدل أن أتطرف أخلاقياً أو دينياً، كنت أخاطب موزارت وشوبان وبيتهوفن. بحثت عن السلام مع نفسي ونزعت الحقد من داخلي. نحن اللبنانيين أبناء حروب وأحزاب، نحمل الكثير من الأحقاد… لكن واجبي أن أتحدث عن السلام".
واضاف, "عزفت في الاتحاد الأوروبي معزوفة بعنوان "من ينقذ حياة، ينقذ البشرية"، وهي عبارة مذكورة في التوراة والقرآن. وقد شعرت أن الناس بحاجة للموسيقى، للتفكير بالحب والسلام".
وتابع حرفوش، "السلام ليس ضعفاً أو خسارة، بل هو ربح للجميع: السلام هو الاستقرار، هو الحياة، هو التعليم، الثقافة، الحضارة، هو وقف القتل وعودة الأطفال إلى مدارسهم. أنا إنسان إيجابي، ولهذا منحني البابا فرنسيس لقب "حاجّ السلام".
ووجه حرفوش في ختام حديثه رسالة معبرة إلى كل إنسان: "كن إنسانياً، فالإنسانية هي السلام. ووقف الحرب هو قرار بشري يمكننا جميعاً اتخاذه".