اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الغربية بمحاولة استفزاز بلاده ودفعها نحو استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، مؤكدًا أن موسكو لم تجد نفسها مضطرة لاتخاذ مثل هذا القرار، على الرغم من ضغوط الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وفي تصريحات أدلى بها ضمن فيلم وثائقي جديد حمل عنوان "روسيا - الكرملين - بوتين: 25 عامًا"، وبثّه التلفزيون الحكومي الروسي بمناسبة مرور ربع قرن على وصول بوتين إلى الحكم، قال الرئيس الروسي: "لقد أرادوا استفزازنا، ودفعنا لارتكاب أخطاء، لكن لم تكن هناك حاجة لاستخدام الأسلحة النووية".
وأضاف بوتين: "آمل ألّا تظهر هذه الحاجة في المستقبل أيضًا"، مشددًا على أن روسيا "تمتلك قوات ووسائل كافية لتحقيق كل ما تحتاجه" في الحرب التي تخوضها في أوكرانيا منذ شباط 2022.
تأتي تصريحات بوتين في وقتٍ يشهد فيه الصراع الروسي – الأوكراني تصعيدًا عسكريًا وسياسيًا متواصلاً، وسط انسداد آفاق التسوية الدبلوماسية، وتكثيف الدعم الغربي العسكري لكييف، لا سيّما من قبل الولايات المتحدة ودول الناتو.
وكان بوتين قد لوّح في عدة مناسبات سابقة باستخدام السلاح النووي التكتيكي في حال شعرت موسكو أن "وجودها الاستراتيجي مهدد"، بينما حذّر مسؤولون غربيون من مغبة أي تصعيد نووي، مؤكدين أن الرد سيكون "ساحقًا ومناسبًا"، بحسب تصريحات سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من قادة الحلف الأطلسي.
وتعتبر هذه الحرب أكبر مواجهة عسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث استخدمت فيها روسيا ترسانتها الجوية والصاروخية بشكل مكثف، وفرضت سيطرتها على أجزاء من الشرق والجنوب الأوكراني. في المقابل، حشد الغرب دعمًا عسكريًا واقتصاديًا غير مسبوق لكييف، ما ساهم في إطالة أمد النزاع وتحويله إلى نزاع استنزاف طويل الأمد.
وبالرغم من العقوبات الغربية الشديدة، تستمر روسيا في التعبئة العسكرية والإنتاج الحربي، فيما تروّج القيادة الروسية لسردية أن الغرب يسعى لـ"إضعاف روسيا وزعزعة استقرارها الداخلي"، وهو ما استخدمه بوتين لتبرير استمرار العمليات في أوكرانيا، ولقمع أي معارضة داخلية أو تشكيك في أهداف الحرب.