استهلّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته الخليجية، وكانت محطتها الأولى المملكة العربية السعودية، حيث اتسم اليوم الأول بجرعة عالية من الزخم الاقتصادي، من خلال توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات، وتعزيز الرؤية المشتركة لتوسيع الشراكة الثنائية على المستويين الاستثماري والتجاري.
وخلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي–الأميركي الذي انعقد في الرياض، كشف ترامب عن توقيع صفقات تجارية ضخمة مع شركات أميركية كبرى، من بينها أمازون وأوراكل، قائلاً إن واشنطن بصدد إضافة نحو تريليون دولار من الاستثمارات من خلال هذه الجولة.
في المقابل، أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن اتفاقات تتجاوز قيمتها 300 مليار دولار، مؤكدًا أن المملكة تتطلع إلى فرص شراكة تصل إلى 600 مليار دولار مع الولايات المتحدة، في ظل دعم رؤية 2030.
واستبق البيت الأبيض كلمة ترامب بإصدار بيان صحافي أعلن فيه التزام السعودية باستثمار 600 مليار دولار في السوق الأميركية، مشددًا على "الروابط الاقتصادية التي ستستمر لأجيال قادمة".
كما تم الإعلان عن موافقة واشنطن على بيع حزمة أسلحة إلى السعودية، تُقدّر بحوالى 142 مليار دولار، في صفقة وُصفت بأنها أكبر اتفاق دفاعي في تاريخ الولايات المتحدة، وتشمل دعم قدرات القوات الجوية، والفضائية، والدفاع الصاروخي، والأمن البحري والحدودي، وتحديث القوات البرية، وتطوير أنظمة الاتصالات.
ومن المقرر أن تشمل جولة ترامب الخليجية أيضًا محطتين في الإمارات العربية المتحدة وقطر، في إطار جهود لتأمين تعهدات استثمارية تتخطى قيمتها التريليون دولار.
وفي تعليق خاص لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، رأى المحلل الاقتصادي السعودي عبدالله القحطاني أن زيارة ترامب تشكّل "محطة مفصلية" في سياق تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرًا إلى أن القرارات التي أُعلنت في اليوم الأول مرشّحة لرفع حجم التجارة الثنائية، وخصوصًا بعد توقيع اتفاقيات تشمل قطاعات جديدة.
وأوضح القحطاني أن المملكة تخطط لضخ استثمارات تصل إلى 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، بينما تشهد مشاريع رؤية 2030 اهتمامًا متزايدًا من شركات أميركية كبرى من وول ستريت وسيليكون فالي، لا سيما في مجالات الطاقة النظيفة، التعدين، والسياحة.
أرقام التجارة لعام 2024 – بحسب البيانات الأميركية الرسمية:
إجمالي تجارة السلع الأميركية مع السعودية: 25.9 مليار دولار
الصادرات الأميركية إلى السعودية: 13.2 مليار دولار (بانخفاض 4.8% عن عام 2023)
الواردات الأميركية من السعودية: 12.7 مليار دولار (بانخفاض 19.9% عن عام 2023)
الفائض التجاري الأميركي: 443.3 مليون دولار (زيادة بنسبة 121.6% عن عام 2023)
ويضيف القحطاني أن منتدى الاستثمار السعودي–الأميركي الذي عُقد على هامش الزيارة، شكّل منصة لتوقيع مذكرات تفاهم وشراكات استراتيجية، مرجّحًا أن تساهم في نمو الاستثمارات المتبادلة خلال السنوات المقبلة.