في ظل استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران، والذي دخل يومه السادس منذ اندلاعه في 13 حزيران 2025، يتساءل المراقبون عن احتمالية تحول هذا الصراع إلى حرب إقليمية شاملة.
تحدث الدكتور إسماعيل تركي، خبير العلاقات الدولية في جامعة القاهرة، لـ"العربية.نت" عن مستقبل الأوضاع، محذراً من أن المنطقة قد تدخل مرحلة أكثر عنفاً وتجزئة، مع تفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية.
وقال: "استمرار تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران قد يجر أطرافاً أخرى إلى المواجهة، مما يهدد بزج المنطقة في نزاع إقليمي واسع النطاق. هذا التصعيد لن يقتصر على العمليات العسكرية فقط، بل سيمتد ليؤثر على استقرار دول الجوار ويعيد تشكيل التحالفات الدولية والإقليمية".
وأضاف الخبير أن تعطيل الملاحة في مضيق هرمز، الذي يُعدّ ممراً حيوياً لتجارة النفط، قد يؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الطاقة، مما يسبب أزمة اقتصادية عالمية. وأشار إلى أن "أسعار النفط والذهب بدأت فعلاً في الارتفاع، والأسواق العالمية تشهد تقلبات حادة".
ولفت تركي إلى أن الصراع الحالي قد يزيد من معاناة المنطقة، متسبباً في نزوح جماعي وتدمير للبنية التحتية، مما يفاقم الأزمات الإنسانية القائمة. وأضاف: "الفوضى قد تتيح للجماعات المتطرفة فرصة لإعادة تنظيم صفوفها وزيادة نشاطها، مما يشكل تهديداً أمنياً جديداً".
وأوضح أن إسرائيل تعتبر إيران تهديداً وجودياً وتسعى لتدمير قدراتها العسكرية وتقويض نفوذها الإقليمي. أما إيران، فتعتبر الهجمات الإسرائيلية انتهاكاً لسيادتها، وتعتمد على حلفائها في المنطقة، مثل حزب الله والحوثيين، للرد على هذه الضربات.
وأكد الخبير أن الولايات المتحدة تلعب دوراً محورياً كحليف لإسرائيل، في حين تبقى أدوار القوى الدولية والإقليمية الأخرى، مثل روسيا والصين وتركيا، محدودة في المرحلة الحالية. وأضاف أن "هذه الأطراف قد تلعب دوراً أكبر في مرحلة التهدئة، ولكنها تبقى بعيدة عن التأثير المباشر في التصعيد العسكري".
شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، حيث شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع إيرانية، واستهدفت منشآت حيوية، منها مواقع نووية. في المقابل، أطلقت إيران عشرات الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل، فيما تواصل الولايات المتحدة دعمها العسكري لإسرائيل، وتستعد للتدخل إذا اقتضت الضرورة.
الـــمــــزيــــــــــد
