اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأحد 22 حزيران 2025 - 09:12 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

بين الانتقام المحدود والانفجار الكبير: كيف سيردّ النظام الإيراني؟

بين الانتقام المحدود والانفجار الكبير: كيف سيردّ النظام الإيراني؟

يرى جوناثان بينكوف، مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في مجلس الأطلسي، ونائب سابق لمستشار الاستخبارات الوطنية الأميركية لمنطقة الشرق الأدنى، أن الكرة باتت الآن في ملعب إيران، وأن طهران تواجه مسارين محتملين في الرد على التصعيد الأميركي.


المسار الأول يتمثّل في توجيه ضربة محدودة تستهدف قواعد أميركية في المنطقة، بهدف تحقيق تأثير رمزي أكثر منه عسكري. مثل هذا الرد، وفق بينكوف، يسمح للنظام الإيراني بأن يُظهر نفسه داخليًا وخارجيًا بمظهر المدافع عن كرامة البلاد، دون الانزلاق نحو مواجهة واسعة، ما قد يُمهّد لاحقًا لمسار دبلوماسي.


ويُشير بينكوف إلى أن النظام الإيراني من المرجّح أن يفسّر خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي ألقاه فجر الأحد، على أنه تهديد مباشر لا يحمل أي فرصة حقيقية للحوار. كما أن الأوساط المتشدّدة داخل النظام قد ترى في أي تراجع أمام واشنطن خيانة للموقف السيادي، ما يعزّز الميل نحو الرفض القاطع لأي انخراط تفاوضي في هذه المرحلة.


وبحسب بينكوف، فإن الأمل لا يزال معقودًا على أن تسعى الإدارة الأميركية إلى تفعيل قنوات خلفية للتفاوض، تتيح لطهران حفظ ماء الوجه والقيام بردّ محسوب. ففي حال غابت هذه القنوات، يُحذّر بينكوف من أن الكلمة ستكون للمتشدّدين الذين قد يفرضون نهجًا أكثر تصعيدًا، ما يُنذر بتبعات إقليمية وخيمة.


ويرجّح بينكوف، في المقابل، أن يختار النظام الإيراني مسارًا آخر أكثر خطورة، يتمثّل في الردّ الواسع على الضربات الأميركية عبر تنفيذ هجوم كبير ضد المصالح والأفراد الأميركيين في المنطقة. هذا السيناريو قد يفتح الباب أمام دوامة من التصعيد المتبادل، تدخل فيها المنطقة في سلسلة من الهجمات والردود، وصولًا إلى خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.


ويؤكد بينكوف أن القدرات العسكرية الإيرانية، رغم تضرّرها، لم تُدمَّر بالكامل. وإذا شعرت طهران أن بقاء النظام مهدَّد — سواء من واشنطن أو تل أبيب — أو أنها إن لم تردّ بقوة ستفقد دعم جمهورها الداخلي ومؤيّديها الإقليميين، فإنها قد تميل إلى تبنّي هذا الخيار الأكثر تصعيدًا.


وفي هذا السياق، يتوقّع بينكوف أن تلجأ طهران إلى تفعيل وكلائها في المنطقة، مثل الميليشيات المسلحة، لضرب أهداف أميركية، وقد تمتدّ الهجمات إلى مصالح إسرائيلية أو حتى أهداف يهودية وغربية حول العالم، بأساليب غير متكافئة أو عبر عمليات إرهابية.


أما على المستوى النووي، فيطرح بينكوف السؤال الحاسم: هل دمّرت الضربات الأميركية البرنامج النووي الإيراني بالكامل؟ فإن كان الجواب نعم، فقد تُجنَّب المنطقة مزيدًا من الهجمات، وهو ما يبدو أن ترامب يطمح إليه. لكن إذا تبيّن أن أجزاء من البرنامج لا تزال قائمة، أو أن إيران أخفت مواقع سرّية، فإن التصعيد قد يستمر، وربما يتجدّد بوتيرة أشد.


ويختم جوناثان بينكوف تحليله بالإشارة إلى أن قرار ترامب هذا الأسبوع سيترك أثرًا عميقًا في خريطة الشرق الأوسط. وربما يفتح الطريق نحو شرق أوسط “أفضل”، كما يقول، لكن مصير هذه الرؤية سيعتمد في نهاية المطاف على المسار الذي ستختاره طهران للرد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة