كشفت وثيقة استخباراتية أميركية مسرّبة عن خلفيات الضربة الصاروخية الدقيقة التي نفّذتها الولايات المتحدة مؤخرًا داخل العاصمة الإيرانية طهران، مستهدفة منشأة وُصفت بأنها شديدة الحساسية. وتأتي هذه العملية في سياق ما وصفته واشنطن بـ"الرد الوقائي" على تهديد وشيك كان يستهدف مصالحها في منطقة الخليج.
وبحسب مضمون الوثيقة، فإن المنشأة التي تم قصفها كانت تُستخدم كمركز قيادة وتنسيق سري لهجمات الطائرات المسيّرة والصواريخ، تُوجّه نحو قواعد أميركية ومصالح غربية في العراق وسوريا واليمن. وأوضحت أن قيادات بارزة من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني كانت تنشط داخل هذه المنشأة، وتشرف على إدارة العمليات الهجومية ضد أهداف أميركية.
واختير توقيت الضربة، بحسب المصادر، بعناية فائقة، وذلك بعد أقل من 48 ساعة على فشل مفاوضات غير معلنة قادها وسطاء خليجيون مع طهران، كانت تهدف إلى تهدئة الأوضاع الإقليمية المتوترة. واعتبرت الوثيقة أن الرسالة من وراء الضربة كانت مزدوجة: تحذير مباشر لطهران من تجاوز الخطوط الحمراء الأميركية، وطمأنة لحلفاء واشنطن في الخليج بشأن التزامها بالدفاع عن مصالحهم.
ورغم عدم صدور بيان رسمي عن البيت الأبيض أو وزارة الدفاع الأميركية بشأن العملية، اكتفى البنتاغون بالتلميح إلى أنها "عملية دفاعية محدودة" تهدف إلى حماية القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط.
من جهتها، لم تُصدر طهران أي إعلان رسمي عن الواقعة، رغم تداول صور لانفجارات قوية في منطقة شميران شمال العاصمة، وانتشار مقاطع فيديو تُظهر سيارات إسعاف وقوات أمن في موقع الاستهداف.
وتحذّر دوائر مراقبة دولية من احتمال أن تؤدي هذه الضربة إلى تصعيد خطير في المنطقة، في حال ردّت إيران بشكل مباشر. واعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن الضربة تمثل تحوّلًا في قواعد الاشتباك المعتمدة من واشنطن، وتعكس قرارًا واضحًا من إدارة الرئيس جو بايدن بتجاوز سياسة "ضبط النفس" التي اتُبعت بعد اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في عام 2020.