اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأحد 22 حزيران 2025 - 12:03 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

خبير إسرائيلي: منشآت إيران النووية خرجت عن الخدمة لعامين على الأقل

خبير إسرائيلي: منشآت إيران النووية خرجت عن الخدمة لعامين على الأقل

في أعقاب الضربة الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع نووية داخل إيران، بدأت تظهر تساؤلات جدية في الأوساط الأمنية والاستراتيجية بشأن تداعيات هذه العملية على مستقبل طهران النووي، خاصة في ظل ردود الفعل الأولية من الجانب الإيراني والتي وُصفت بالتصعيدية، لكنها تُخفي وراءها تحولات أعمق في بنية النظام واستراتيجيته.


وفي مقابلة مع إذاعة "103FM" الإسرائيلية، اعتبر الباحث في الشأن الإيراني في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، بني سبتاي، أن "إيران تواجه مأزقاً حقيقياً، إذ لا تمتلك بدائل فعلية للرد". وأضاف أن الضربات الأميركية "أخرجت فعلياً المنشآت المستهدفة من الخدمة لمدة لا تقل عن عامين، وهو ما يُعد إنجازاً استراتيجياً".


وبحسب ما أوردته صحيفة "معاريف"، فإن وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية حاولت في البداية تبنّي خطاب تصعيدي يتضمن تهديدات بإشعال الخليج، وإغلاق مضيق هرمز، والانسحاب من الاتفاق النووي، إلا أن تلك التصريحات بدت أقرب إلى الدعاية الداخلية منها إلى استراتيجيات عملية. ففي منشور صادر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ورد تعليق ساخر بأن "إسرائيل ضعيفة إلى درجة أنها اضطرت لاستدعاء البلطجي الكبير – ولم ينجح هو الآخر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.


رغم هذه اللغة العدائية، يشير سبتاي إلى أن "الواقع في الداخل الإيراني أكثر تعقيداً"، ويصف الوضع بأنه "فوضوي، دون إدارة مركزية واضحة، فيما يكافح المواطنون لتأمين الحد الأدنى من حاجاتهم الأساسية مثل الوقود والخبز".


وأضاف أن النظام الإيراني "في أزمة عميقة"، مستشهداً بمقولة من مسؤول سابق مفادها أن "المرشد خامنئي لا يغادر الطاولة حتى يخسر كل أمواله"، في إشارة إلى تمسك القيادة الإيرانية بمواقفها حتى الرمق الأخير.


وفي تحليل تاريخي، قارن سبتاي الوضع الراهن بما حدث خلال الحرب العراقية–الإيرانية، عندما هاجمت إيران زوارق أميركية فردّت الولايات المتحدة بقوة ودمّرت البحرية الإيرانية، مما شكل حينها نقطة تحول أنهت الحرب. وألمح إلى احتمال أن يكون قد تم نقل رسائل تحذير لطهران قبل الضربة، وربما يكون النظام الإيراني بصدد التراجع وقبول وقف لإطلاق النار مقابل تنازلات نووية ملموسة.


ورأى سبتاي أن خامنئي اليوم "يشبه إلى حد كبير نصرالله أو يحيى السنوار، ويضع بقاءه الشخصي فوق كل اعتبار"، لكنه أشار إلى احتمال أن يكون المرشد أدرك الآن حجم الخطر الذي يواجهه، وأن "عدم التراجع سيكلفه كل شيء".


وتطرق الباحث الإسرائيلي إلى الجانب التقني في الضربة قائلاً: "من حسن الحظ أنه لم يقع انفجار إشعاعي نتيجة لتضرر مخزون اليورانيوم المخصب"، لافتاً إلى أن إيران تمتلك عدداً قليلاً من الخبراء القادرين على التعامل مع هذه المواد، ما يجعل الضربة أكثر تأثيراً على المدى الطويل.


وأكد أن الضرر الذي لحق بالمنشآت النووية الإيرانية "كبير لدرجة أنها ستكون خارج الخدمة لعامين على الأقل، ما يتيح هامشاً زمنياً مهماً لأي مفاوضات مقبلة، ويشكّل إنجازاً استراتيجياً".


وفي ختام المقابلة، أشار سبتاي إلى أن "حلم الإمبراطورية الإيرانية لا يزال قائماً، بغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم"، معتبراً أن هذا الشعور بالتهديد الوجودي المتجذّر في العقلية الإيرانية هو ما يحكم سلوك طهران، حتى من جانب المعارضين والمنفيين، الذين لا يزالون يرون في إيران دولة يجب أن تكون قوة عظمى.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة