أكد دبلوماسي مطلع على المحادثات بين إسرائيل وحركة حماس، اليوم الخميس، وجود "فرصة كبيرة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأفاد أن المؤشرات الحالية تشير إلى استعداد الأطراف المعنية لإنجاز الاتفاق، مشيراً إلى أن خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إسرائيل منح حماس ثقة بأن الولايات المتحدة ستضمن الاتفاق وتمنع عودة القتال.
وفي تفاصيل المقترح الذي كشف عنه مسؤول مصري مطلع، يتضمن إطلاق سراح 10 رهائن من قبل حماس خلال فترة الهدنة، بواقع ثمانية في اليوم الأول واثنين في اليوم الأخير. وفي المقابل، ستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض مناطق غزة، مع السماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع.
ووفق المسؤول المصري، تم الاتفاق على أن تتولى الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني إدارة عمليات توزيع المساعدات، إلى جانب استمرار عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. كما تم التوافق على تشكيل لجنة إسناد مجتمعي فلسطينية غير سياسية لإدارة قطاع غزة بعد الهدنة، رفضاً لعودة حماس إلى السلطة.
وقال المسؤول إن إسرائيل لم توافق بعد على سحب قواتها إلى المواقع التي كانت تسيطر عليها في بداية مارس الماضي بعد انتهاء الهدنة السابقة.
من جهته، أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن الاتفاق المقترح يشمل وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، يتضمن انسحاباً جزئياً من غزة وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية. وأضاف أن الوسطاء والولايات المتحدة سيقدمون ضمانات بخصوص مفاوضات لاحقة لإنهاء الحرب، رغم أن إسرائيل لا تلتزم بهذا كجزء من الاتفاق الحالي.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الصفقة تتضمن إطلاق سراح 10 من أصل 20 رهينة أحياء، و18 من أصل 30 رهينة قتلى، على خمس مراحل خلال وقف النار الممتد 60 يوماً.
ومن المتوقع أن يعقد كبار مسؤولي حماس اجتماعاً لمناقشة الاقتراح الأخير، مع استئناف محادثات غير مباشرة مع إسرائيل تشمل تبادل رسائل سريعة لحسم التفاصيل النهائية، خصوصاً جدول انسحاب القوات الإسرائيلية.
وتشهد الحرب بين إسرائيل وحماس التي امتدت 21 شهراً، خسائر فادحة في قطاع غزة، حيث قُتل أكثر من 57 ألف شخص بينهم أكثر من 17 ألف طفل، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقد دخل وقف إطلاق النار الأول حيز التنفيذ في تشرين الثاني 2023 لكنه لم يستمر سوى أسبوع، مع إطلاق سراح 105 رهائن مقابل عشرات الأسرى الفلسطينيين. وتبعته فترة وقف إطلاق نار ثانٍ في كانون الثاني 2025، حيث أفرجت حماس عن 33 رهينة مقابل الإفراج عن حوالي 50 أسيراً فلسطينياً، قبل استئناف إسرائيل هجومها في 18 آذار، ما أدى إلى انهيار وقف النار ومعرقلات في المحادثات.