نشرت مجلة "المجلة" النص الكامل والمحدّث لاتفاق وقف إطلاق النار الجديد في قطاع غزة، الذي من المقرر أن يعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصياً، في إطار مساعيه لحسم الاتفاق قبل لقائه المرتقب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن يوم الإثنين. وجاء الاتفاق بعد أن أعلنت حركة حماس رسمياً تسليم ردها إلى الوسطاء، مؤكدة استعدادها الجاد للدخول فورًا في مفاوضات تتعلق بآلية تنفيذ بنوده.
وينص الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، تلتزم خلاله إسرائيل بوقف جميع عملياتها العسكرية الهجومية في قطاع غزة، مع تقليص الحركة الجوية العسكرية إلى 10 ساعات يومياً، ترتفع إلى 12 ساعة في الأيام التي تشهد عمليات تبادل للرهائن والأسرى. وسيبدأ تنفيذ الاتفاق بإطلاق سراح 8 رهائن إسرائيليين أحياء في اليوم الأول، يليه تسليم جثث 5 آخرين في اليوم السابع، و5 إضافيين في اليوم الثلاثين. أما اليوم الخمسون فسيشهد إطلاق سراح رهينتين أحياء، على أن يتم تسليم جثامين 8 رهائن في اليوم الستين. وبالمقابل، تفرج إسرائيل عن عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين ضمن آلية محددة دون استعراض علني.
وكذلك على إدخال مساعدات إنسانية فورية إلى قطاع غزة بكميات مناسبة بالتنسيق مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر، بالاستناد إلى اتفاق 19 كانون الثاني 2025 المتعلق بالمساعدات. وتُوزَّع هذه المساعدات عبر قنوات متفق عليها، لضمان وصولها إلى المدنيين المتضررين. كما يقضي الاتفاق بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية على مراحل وفق خرائط يجري الاتفاق عليها، وذلك في شمال وجنوب القطاع تبعًا لتقدم تنفيذ بنود الاتفاق، وبمرافقة فرق فنية تحدد حدود إعادة الانتشار النهائي.
وبموجب الاتفاق، تبدأ مفاوضات سياسية شاملة في اليوم الأول، برعاية الوسطاء (الولايات المتحدة، مصر، وقطر)، تتناول ملفات تبادل ما تبقى من رهائن مقابل أسرى فلسطينيين، الترتيبات الأمنية طويلة الأمد، ومستقبل إدارة قطاع غزة. ويأمل الوسطاء أن تفضي هذه المفاوضات إلى اتفاق دائم لوقف النار. وستلتزم حماس خلال فترة الهدنة بضمان صحة وأمن الرهائن الذين ما زالوا في قبضتها، على أن تقدم في اليوم العاشر معلومات كاملة عن حالتهم الصحية ودليل حياة أو إثبات وفاة. في المقابل، تُقدّم إسرائيل معلومات مماثلة حول الأسرى الفلسطينيين الذين تم اعتقالهم منذ السابع من تشرين الأول، وأعداد الوفيات في صفوفهم.
الاتفاق يؤكد على دور الولايات المتحدة كمُشرف وضامن رئيسي عبر مبعوثها إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي سيتولى رئاسة المفاوضات المقبلة ويعمل على استكمال الجوانب التنفيذية للاتفاق. وسيُعلَن الاتفاق رسمياً من قبل الرئيس دونالد ترامب، الذي شدد على التزام بلاده الكامل بإنجاح المفاوضات وضمان حسن نوايا الطرفين وصولاً إلى اتفاق دائم يضع حدًا للحرب في قطاع غزة.