الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم يقول في حديث إلى "ليبانون ديبايت" إن الرد الذي قدّمه لبنان كان متوقعًا، وإن عدم تسليم حزب الله لسلاحه أمر كان متوقعًا أيضًا. وخلاصة هذه الورقة أن لبنان جاهز للحديث في النقاط الأربعة، من دون البحث في جدول زمني، وأن الموضوع داخلي يتم حله لاحقًا. لذلك، يُعد الرد سلبيًا بالنسبة إلى الإسرائيليين والأميركيين، وعلينا أن ننتظر الملاحظات الأميركية عليه.
ويفترض بيرم أن هذا الرد سيُواجه بمزيد من الضغط على لبنان، من الداخل والخارج، ولا سيما من العدو الإسرائيلي، الذي استعرض قوته أمس بغارات من الجنوب إلى البقاع. وهذا ليس بالأمر الجديد، فمع كل زيارة للموفد الأميركي توماس برّاك، يرفع العدو من منسوب رسائله النارية بهدف الضغط، واليوم، الضغط أقوى لتحسين شروط الرد على الورقة الأميركية.
ويتوقع أن برّاك سيحمل الرد إلى الاجتماع الذي يعقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن. وبالتالي، فإن الرد على الجواب اللبناني سيكون إما مشتركًا إسرائيليًا-أميركيًا، أو ردًا إسرائيليًا تغطيه أميركا، أو ردًا أميركيًا توافق عليه إسرائيل.
ويكشف عن رأي داخل حزب الله مفاده أن الأميركيين لن يفرّطوا بالوضع اللبناني بما يؤدي إلى انفلات الأمور، لا سيما أن الحكم في لبنان أصبح بيد أميركا. فلن يقوموا بـ"فرط" البلد بمزيد من الضغوط عليه.
أما الإسرائيلي، فغير قادر على تنفيذ عملية اجتياح بري واسع، ما يُشير إلى أن الأمور ستبقى في إطار التصعيد المستمر. فلا مصلحة للأميركي، بعد السيطرة على سوريا، بأن ينفلت الوضع اللبناني اليوم بما يُقوّي موقف حزب الله.
وعن الحديث عن اهتزاز العلاقة بين الرئيس نبيه بري وحزب الله، ينفي بيرم ذلك نفيًا قاطعًا. فالرئيس بري ليس في هذا الوارد أبدًا، ولن يقوم بأي خطوة تسيء إلى العلاقة مع الحزب في هذه المرحلة تحديدًا. ورغم رهان الكثيرين على ذلك، إلا أن الأمر غير وارد بتاتًا، والدليل أن الرئيس بري أصرّ على الأخذ بملاحظات الحزب في ورقة الرد اللبناني على الورقة الأميركية.
وأهم ما في الورقة، برأيه، أن الموقف اللبناني الرسمي أكد للأميركيين أنه لن يشعل الحرب الأهلية بالذهاب بعيدًا في موضوع نزع السلاح.
أما عن احتمال تحريك الجماعات التكفيرية على الحدود السورية-اللبنانية أو داخل لبنان لمحاصرة الحزب، فيلفت بيرم إلى أنه سبق أن تمّ التلويح بهذا الخيار كورقة ضغط، عبر استخدام المجموعات التكفيرية، لا سيما الأجنبية منها على اعتبار أنهم انتحاريون. لكنه يرى أن هذا تهويل أكثر منه حقيقة، ويُعتقد أن الرئيس أحمد الشرع لن يُقدم على خطوة كهذه، لأن وضعه في الداخل غير ثابت حتى الساعة. فالأمور ليست بالسهولة التي يظنها البعض.
لكنه في الخلاصة يعتبر أن الأهم اليوم هو ما سيكون عليه الرد الأميركي على الجواب اللبناني.